أعلن البريجادير جيمس كوان قائد قوات الاحتلال البريطانية في إقليم "هلمند" الأفغاني أن سيطرة جنود الاحتلال التابعين لحلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية الحكومية على الأراضي التي زعم أنها سيتم انتزاعها من حركة المقاومة الإسلامية طالبان في العملية العسكرية الكبيرة الوشيكة على الإقليم ستكون إلى الأبد. وقال كوان في مقابلة مع تلفزيون رويترز من مقره في مدينة "ليشكرجاه": "التغلب على المجموعات المسلحة لا يكون فقط بالطرق العسكرية القديمة بل يعني كذلك محاولة كسب تعاطف المواطنين".
وأضاف "من أجل تحقيق هذه الغاية فإن المرحلة الحاسمة في هذه العملية لن تكون التمشيط وإنما استمرار السيطرة"، وفق زعمه.
ويشكك المحللون العسكريون في إمكانية نجاح الاحتلال الأجنبي من الأساس في تحقيق أي نصر عسكري ملموس على مقاتلي حركة طالبان خاصة في داخل أحد أهم معاقل الحركة في "هلمند".
واعترف القائد العسكري البريطاني بأنه لا يستطيع التكهن بالمدة التي سيستغرقها التمشيط وادعى أن السيطرة ستكون للأبد.
وتستعد قوات بريطانية وأمريكية لبسط سيطرتها على بلدة "مرجه" أخر معقل كبير لطالبان في "هلمند" وذلك في واحدة من كبرى العمليات في الحرب المندلعة في أفغانستان منذ ثماني سنوات.
وكانت قوات الاحتلال قد داهمت "مرجه" في الماضي لكنها افتقرت إلى الإعداد الضروري للسيطرة عليها بينما صرح قائد قوات الاحتلال البريطانية في "هلمند" وعددها يقترب من عشرة ألاف جندي بأن القوات ستأتي هذه المرة لتبقى بموجب إستراتيجية التمشيط والسيطرة، وفق زعمه.
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد أعادت تأكيدها على أنها باقية وستقاتل قوات الاحتلال التي تتأهب لعملية عسكرية كبرى ضد أحد أكبر معاقل طالبان في ولاية "هلمند" جنوبأفغانستان.
وشدد الناطق باسم الحركة قارى يوسف أحمدي على أن طالبان تفضل "البقاء والقتال".
وقال أحمدي الإثنين (8-2)، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس": "إن القوات الأفغانية والأجنبية وصلت إلى منطقة المرجه غير أن مقاتلينا موجودون أيضا فيها ويطلقون القذائف عليهم".
وكان أحمدي قد أكد الأحد "أننا نسيطر على الوضع ومستعدون للقتال".
يأتي ذلك فيما تستعد القوات البريطانية والأمريكية، بمساندة قوات أفغانية، لشن هجوم واسع النطاق على منطقة "المرجه" في مديرية "ناد علي" بولاية "هلمند" أبرز معاقل طالبان في الجنوب.
وتطلق قوات الاحتلال على هذه العملية اسم "معًا" أو "مشترك"، ومن المنتظر أن يشارك فيها آلاف الجنود، لتصبح هي أكبر عملية من نوعها منذ بدء احتلال البلاد في 2001.
وتوقعت مصادر عسكرية أن الهجوم لن يبدأ قبل نهاية الأسبوع على الأقل.