أبدت الصحف الإسرائيلية اهتماما كبيرا بزيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل، أمس، كونها الزيارة الأولى لمسئول مصري رفيع المستوى، منذ نحو 9 سنوات، إلى جانب توقيت الزيارة الذي جاء بعد جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدول حوض النيل من جانب، والمصالحة الإسرائيلية مع تركيا من جانب آخر. وقالت صحيفة «معاريف» على لسان مصادر سياسية إسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى طلب من وزير الخارجية سامح شكرى فى ختام لقائهما مساعدة مصر فى استعادة الجنود المفقودين داخل قطاع غزة خلال عملية الجرف الصامد فى صيف 2014، وبحسب الصحيفة فإن شكرى أبدى استجابته للطلب الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة أن اللقاء جاء لتعزيز العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وسط أزمة تتعلق بمجال الطاقة بين الجانبين، فقبل حوالى شهرين طالب مكتب تحكيم دولى القاهرة بدفع 1.76 مليار دولار لشركة الكهرباء الإسرائيلية كتعويض عن الأضرار التى لحقت بالأخيرة بسبب انقطاع ضخ الغاز المصرى لتل أبيب. وفى ذات السياق، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن زيارة سامح شكرى لتل أبيب جاءت للتمهيد لزيارة أخرى يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى القاهرة أو شرم الشيخ قريبًا للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو ما أوضحته القناة الثانية الإسرائيلية فى تقريرها بأن العائق الوحيد لتلك الزيارة هو أنَّ الرئيس السيسى يشترط استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قبل استقبال نتنياهو بالقاهرة. فيما نشرت صحيفة «هاآرتس» مقالا للمحل السياسى «تسفى برئيل» ذكر فيها أن أهمية زيارة وزير الخارجية المصرى لإسرائيل جاءت لأمرين الأول هو السياسة المصرية تجاه سد النهضة مع جولة نتنياهو الإفريقية والثانى هو العلاقات بين مصر وإسرائيل. وذكر الكاتب الإسرائيلى أن السد الإثيوبى يتصدر أولوية الاهتمامات المصرية، قائلا: «إن مصر ربما تبحث عن استخدام إسرائيل وعلاقاتها مع إثيوبيا لضمان عدم تأثر مصر من بناء السد الذى سينتهى العمل فى الجزء الأول منه العام القادم، خاصة أن إسرائيل أعلنت أنها ستعمل فى مجالات الرى والزراعة فى إفريقيا». وأضاف الكاتب: «إن المعلومات التى عرفها شكرى من نتنياهو حول الوضع فى إثيوبيا ستساعد الجانب المصرى فى استعداده لمؤتمر وزراء خارجية حوض النيل الخميس المقبل فى أوغندا». وأشار بارئيل إلى أن هذه الزيارة تمثل تحولا فى العلاقات بين البلدين حيث كانت اللقاءات المصرية فى إسرائيل تنحصر فى زيارات مسئولى المخابرات وهو ما اعتبره بارئيل خطوة مصرية لفتح قنوات الحوار العلنى مع إسرائيل، مؤكدا أن التعاون الأمنى بين البلدين لم يكن يحتاج لقاءات وزراء خارجية واقتصرت على المسئولين الأمنيين فقط. كما تطرق المحلل الإسرائيلى إلى التقارب التركى الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر بسبب توتر علاقتها مع تركيا تريد المساعدة الإسرائيلية لمواجهة النفوذ التركى وتنسيق سياسة جديدة تجاه قطاع غزة مثل فتح وغلق معبر رفح وإمداد القطاع بالغاز.