هاهو رمضان قد أفل نجمه، وتوارى قمره وهو يودع الكون، مع آهات الصالحين، وبكاء المتقين، وأنين المخبتين. انتهى رمضان، وانقضت أيامه، وتصرمت لياليه، كان بين أيدينا، نعم الضيف حل علينا، سَعُدتْبِلُقْيَانِهِ النفوس، واستبشرت بِطَلَّتِهِالقلوب، وهو ذا يشد الرحال، ليبحر في مياه الزمن، وقد عهد إلى أناس بأن يعود إليهم، وآخرون ودعهم إلى غير لقاء. الحمد لله الذي شرع لعباده الاستغفار بعد العمل الصالح رحمته منه لضعفهم،وشرع لهم العمل الصالح بعد العمل الصالح ليجبر النقص ويتم الخلل،والصلاة والسلام على عبده ورسوله وبعد: إن الله تعالى أوجب علينا زكاة الفطر طهرة لنا مما وقعنا فيه من أخطاء في صيامنا فعن ابن عباسل قال:(فرض رسول الله غزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) حسنه الألباني. وتخرج من الطعام لحديث أبي سعيد الخدري":(فرض رسول الله زكاة الفطر صاعا من طعام)،وتكون من طعام البلد كلُ بلد بحسبه. وزكاة الفطر فرض على جميع المسلمين، على الصغير والكبير والذكر والأنثى فأخرجوها عن أنفسكم،وعمن تنفقون عليه من الزوجات والأبناء،والأقارب كالأخوة. ولا يجب إخراجها عن الحمل الذي في البطن، فإن أخرج عنه فهو خير وعلى هذا جرى عمل الصحابة ي. والأفضل إخراج الفطرة يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيومين فقط لفعل الصحابة . ولا تجزئ بعد صلاة العيد إلا إذا كان الإنسان جاهلا لا يدري بدخول العيد، مثل أن يأتي العيد بغتة ولا يتمكن من أدائها قبل الصلاة،أو يظن أنه لا بأس بتأخيرها عن الصلاة فهذا تجزئه بعد الصلاة ولا يجزئ دفع زكاة الفطر إلا للفقراء خاصة،والواجب أن تصل إلى الفقير أو وكيله في الوقت،ويجوز للفقير أن يوكل شخصا في قبض ما يدفع إليه من زكاة فإذا وصلت الزكاة إلى يد الوكيل فكأنها وصلت إلى يد موكله فإذا كنت تحب أن تدفع فطرتك لشخص وأنت تخشى أن لا تراه وقت إخراجها فمره أن يوكل أحدا يقبضها منك،وتعتبر الجمعيات الخيرية وكيلةٌ عن الفقراء. ومما شرعه الله تعالى لنا بعد رمضان التكبير فقد أمر الله تعالى به في كتابه فقال:((وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) . أي على ما وفقكم له من الصيام والقيام وغيرهما من الطاعات في هذا الشهر فكبروا أيها المسلمون من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاة العيد قولوا الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، قولوا ذلك جهرا في المساجد والأسواق والبيوت إلا النساء فإنهن يكبرن سرا لا جهرا. وأما صلاة العيد فقد أمر بها رسول الله صحتى النساء فاخرجوا رحمكم الله إلى الصلاة رجالا ونساء كبارا وصغارا، ولتخرج النساء غير متجملات ولا متطيبات، وتعتزل الحائض المصلى، أما الرجال فالسنة أن يخرجوا متطيبين لابسين أحسن ثيابهم بعد الاغتسال والتنظيف، والسنة أن يأكل الإنسان قبل خروجه إلى الصلاة تمرات وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو نحوها من الوتر.