أعربت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس عن قلقها العميق من الوضع الصحي داخل مدينة الفلوجة شرقي الأنبار وما حولها، وقال المدير الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط علاء الدين العلوان: "أنا ما يشغلنا ضعف مناعة الأطفال جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين؛ لقد ازدادت مخاطر تفشي الأمراض لضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة". وأضاف: أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفلوجة وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية، ويواجه عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين والنازحين هناك مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية. وصرح العلوان اليوم بأن الوضع في الفلوجة بالغ الصعوبة والتعقيد، وقال: اننا نحتاج موارد إضافية لتوفير المساعدات الطبية العاجلة لآلاف الأسر، وأن نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة مخيب للآمال ويمثل عقبة ضخمة أمام جهود التصدي لهذه الأزمة. ونبه إلى أن سكان الفلوجة يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساسية بسبب تعذر دخول مقدمي المساعدات الإنسانية إلى المدينة. وأشار العلوان، الذي اختتم زيارة لبغداد التقي خلالها المسؤولين العراقيين لمتابعة جهود المنظمة للتصدي للأزمة الإنسانية الناشبة في الفلوجة، إلى أن 42 ألف عراقي نزحوا منذ بدء العمليات العسكرية بالفلوجة في 6 مايو الماضي. والتقى المدير الإقليمي مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لبحث الاحتياجات الصحية للنازحين والمحاصرين داخل الفلوجة التي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة بغداد. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أنشأت مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع شريك محلي في عامرية الفلوجة، وذلك لخدمة السكان النازحين ومن بينهم الأسر التي وصلت حديثاً والتي يقدر عددها بحوالي 3250 أسرة (19500 شخصاً) يعيشون في خمسة مخيمات للنازحين وخمسة مستوطنات غير رسمية خارج منطقة جسر "بزيبز" غربي بغداد، ويجري حالياً الانتهاء من بناء أربعة مخيمات في المنطقة سعة كل منها 250 خيمة لاستضافة المزيد من الأسر من الفلوجة. وزودت منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة وشركاء العمل الصحي ب 15 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وحزم الطوارئ، للتصدي للاحتياجات الصحية العاجلة للمدنيين المنتقلين من الفلوجة إلى مخيمات النازحين في مناطق الرمادي والخالدية وعامرية الفلوجة،وتشمل الشحنات أنواعاً متعددة من الأدوية المنقذة للحياة لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة، ومستلزمات معالجة الصدمات ومستلزمات جراحية. وتواصل 8 عيادات طبية متنقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقديم الخدمات الصحية العاجلة في محافظة الأنبار؛ وقد أُرسل ثلاث منها لتقديم هذه الخدمات في مخيمات نازحي الفالوجة المتمركزة في منطقة عامرية الفالوجة.. وقامت منظمة الصحة العالمية بتشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في محافظة الأنبار، ووفرت لمقدمي الرعاية الصحية تدريباً على الإبلاغ عن الأمراض وزودتهم بأجهزة التابلت لتوثيق الفاشيات المحتملة. وعلى الرغم من الزيادة المتوقعة في الاحتياجات الصحية الإنسانية في الفلوجة وما حولها، فإن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع سائر المنظمات الإنسانية والشركاء في المجال الصحي، ستبذل أقصى ما بوسعها لتنسيق جهود الاستجابة الصحية الإنسانية وتقديمها. وكان العلوان التقي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبحثا أمس سبل التعاون مع المنظمة الدولية واستعراض لعملها خلال الفترة السابقة وما تقدمه من خدمات صحية للنازحين بالاضافة الى دورها في الارتقاء بالجانب التنموي الصحي للعراق..وأكد العلوان استمرار المنظمة بتقديم المساعدات الصحية لنازحي الانبار والموصل والحد من انتشار الامراض.