وصل الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية إلى بغداد كي يتابع مباشرةً جهود المنظمة للتصدي للأزمة الإنسانية الناشبة في الفالوجة؛ حيث اضطر 42000 عراقي للنزوح منذ بدء العمليات العسكرية في المدينة في 6 مايو 2016. ويواجه عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين والنازحين هناك مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية. وقال الدكتور العلوان: "إن الوضع الصحي داخل الفالوجة وما حولها يبعث على القلق العميق"، وأضاف المدير الإقليمي: "يشغلنا ضعف مناعة الأطفال جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين؛ لقد ازدادت مخاطر تفشي الأمراض جراء ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة. بالإضافة لذلك، يقدر أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفالوجة وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية". وقد التقى المدير الإقليمي مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لبحث الاحتياجات الصحية للنازحين والمحاصرين داخل الفالوجة التي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة بغداد. وصرح الدكتور العلوان قائلاً:" إن الوضع بالغ الصعوبة والتعقيد. نحتاج موارد إضافية لتوفير المساعدات الطبية العاجلة لآلاف الأسر. إن نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة مخيب لأملنا ويمثل عقبة ضخمة أمام جهود التصدي لهذه الأزمة. لقد واجه سكان الفالوجة نقصاً حاداً في الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساسية بسبب تعذر دخول مقدمي المساعدات الإنسانية إلى المدينة". الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أنشأت مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع شريك محلي في عامرية الفالوجة، وذلك لخدمة السكان النازحين ومن بينهم الأسر التي وصلت حديثاً والتي يقدر عددها بحوالي 3250 أسرة (19500 شخصاً) يعيشون في خمسة مخيمات للنازحين وخمسة مستوطنات غير رسمية خارج منطقة بزيبيز. ويجري حالياً الانتهاء من بناء أربعة مخيمات في المنطقة سعة كل منها 250 خيمة لاستضافة المزيد من الأسر من الفالوجة. وقد زودت منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة وشركاء العمل الصحي ب 15 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وحزم الطوارئ، للتصدي للاحتياجات الصحية العاجلة للمدنيين المنتقلين من الفالوجة إلى مخيمات النازحين في مناطق الرمادي، والخالدية، وعامرية الفالوجة. وتشمل الشحنات أنواعاً متعددة من الأدوية المنقذة للحياة لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة، ومستلزمات معالجة الصدمات ومستلزمات جراحية. وتواصل 8 عيادات طبية متنقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقديم الخدمات الصحية العاجلة في محافظة الأنبار؛ وقد أُرسل ثلاث منها لتقديم هذه الخدمات في مخيمات نازحي الفالوجة المتمركزة في منطقة عامرية الفالوجة. وبغية اكتشاف أية فاشية مرضية محتملة والتصدي لها، قامت منظمة الصحة العالمية بتشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في محافظة الأنبار، ووفرت لمقدمي الرعاية الصحية تدريباً على الإبلاغ عن الأمراض وزودتهم بأجهزة التابلت لتوثيق الفاشيات المحتملة. وعلى الرغم من الزيادة المتوقعة في الاحتياجات الصحية الإنسانية في الفالوجة وما حولها، فإن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع سائر المنظمات الإنسانية والشركاء في المجال الصحي، ستبذل أقصى ما بوسعها لتنسيق جهود الاستجابة الصحية الإنسانية وتقديمها. ونوه الدكتور العلوان قائلاً: "إن التحديات هائلة. وعلينا أن نكون مستعدين للتكاتف من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للناس".