أنقرة : اعتقلت السلطات التركية اليوم الجمعة ثمانية عشر ضابطا عسكريا للتحقيق معهم فيما تردد عن محاولة انقلاب للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان عام 2003 . وذكرت صحيفة "حريت" التركية أن 17 من أفراد هذه المجموعة هم ضباط مازالوا في الخدمة أما الآخر فمن الضباط المتقاعدين. وجرت عملية الاعتقال في 13 مدنية تركية. وتزامنت عملية مع توجيه محكمة تركية رسميا الاتهام إلى 11 ضابطا جديدا في قضية التخطيط للانقلاب على الحكومة عام 2003 ، مما يرفع عدد الاشخاص الذين وجهت اليهم التهم في هذه القضية إلى 31 شخصا. وذكرت وكالة انباء الاناضول أن لائحة المتهمين الجدد تشمل اثنين من الضباط يمارسون الخدمة بالجيش التركي وجنرالا متقاعدا. ويأتي توجيه الاتهام عقب يوم واحد من افراج إحدى المحاكم عن القائدين السابقين لسلاح الجو والبحرية إبراهيم فيرتينا والبحرية أوزدن أورنك بعد استجوابهم في قضية خطة الانقلاب دون أن توجه إليهم تهم. وأفرج أيضا عن نائب رئيس هيئة الأركان السابق أرغين سايجون لكن على أن يظل رهن إشارة الشرطة. وكان اجتماع طارئ عقد بين رئيس هيئة الأركان في الجيش ايلكر باشبوج والرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوجان أمس الخميس. وقال بيان رئاسي صدر عقب الاجتماع "المحادثات أكدت على ضرورة أن يتصرف الجميع بمسئولية حتى لا تضعف المؤسسات المدنية والعسكرية خلال هذه العملية". ومن جانبه, وصف اردوجان المحادثات في تصريحات للصحافيين بعد اللقاء ، بأنها "جيدة للغاية" ,فيما يرى محللون سياسيون الأوضاع بين الجيش والحكومة مازالت متوترة وإن كانت ستشهد انحصاراً يسيراً , ولكنه لن يطول. جاء ذلك على خلفية إصدار الادعاء العام أمرًا باعتقال 50 من الجنرالات وقادة الجيش السابقين والضباط العاملين بالقوات المسلحة من رتب مختلفة . ووجهت محكمة الأربعاء اتهامًا لسبعة ضباط بارزين في الجيش بالتآمر للإطاحة بالحكومة, وأمرت بضبط المتهمين وحبسهم لحين الانتهاء من إجراءات محاكمتهم. ويواجه السبعة اتهامات مبدئية هي "الانتماء لجماعة إرهابية، ومحاولة الإطاحة بالحكومة باستخدام القوة". ويشتبه بأن المعتقلين لهم علاقة بخطة وضعت عام 2003 وأطلق عليها اسم "المطرقة الثقيلة"، وكانت تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والاضطرابات السياسية على أمل الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وتم الكشف عن الخطة لأول مرة في وثائق لصحيفة "الطرف" وكان من الممكن أن تشمل تفجير مساجد وتصعيد التوتر العسكري مع اليونان جارة تركيا في بحر إيجه. وتجري تركيا حاليا محاكمة في مؤامرة انقلاب أخرى تعرف باسم "إرجينيكون". واعتقل نحو 400 شخص من بينهم صحفيون وأكاديميون وسياسيون فيما يتعلق بهذه القضية.