تل أبيب: كشفت صحيفة "هآرتس" النقاب عن قيام فلسطين مؤخرا بتقديم اقتراح جديد لممثلي اللجنة الرباعية الدولية يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية وبالترتيبات الامنية مع اسرائيل . ويضم الاقتراح خارطة رُسمت عليها حدود فلسطينية على اساس خطوط 67، مع الموافقة على تبادل اراض مع اسرائيل مساحتها واحد فارزة تسعة من مساحة الضفة الغربية .
وقالت "هارتس" في عددها الصادر اليوم الخميس ان ممثلي اللجنة الرباعية طالبوا اسرائيل بطرح اقتراح من جانبها ردا على الاقتراح الفلسطيني، لكن مبعوث رئيس الوزراء المحامي يتسحاق مولخو رفض ذلك وقال ان اسرائيل لن تقدم مثل هذا الاقتراح إلا في اطار مفاوضات مباشرة وسرية مع السلطة الفلسطينية .
وفيما يتعلق بالترتيبات الامنية وافق الفلسطينيون على نشر قوات دولية في غور الاردن وعلى امتداد الحدود مع اسرائيل، والالتزام بجعل الضفة الغربية منطقة منزوعة السلاح وعدم اقامة أحلاف عسكرية مع دول معادية لاسرائيل .
من جهته، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اليوم ان الجانب الفلسطيني قدم اخيرا للجنة الرباعية الدولية للسلام رؤيته الخاصة بقضيتي الحدود والامن مع اسرائيل.
وقال عريقات في تصريحات له "ان تقديم هذه الاقتراحات جرى خلال اجتماعنا الاخير مع ممثلي اللجنة الرباعية والذين طلبوا منا ان نشرح مواقفنا بشأن قضيتي الامن والحدود مع اسرائيل.
واضاف "ان الفلسطينيين متمسكون بتنفيذ وتطبيق القانون الدولي بشأن الاحتلال الاسرائيلي الذي يطالب بانسحاب اسرائيل الى خطوط العام 1967 وان تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين وهي مواقف لا يمكن ان تتغير".
واكد "اننا معنيون بالتوصل لحل لقضيتنا يستند الى تطبيق القانون الدولي حول جميع قضايا الوضع النهائي بما يشمل ملفات القدس واللاجئين والمياه والامن والمستوطنات والافراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال".
على صعيد متصل قال عريقات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد في لقائه مع زعيمة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني في عمان يوم امس "تمسكه باطلاق عملية سلام تقود الى تنفيذ مبدأ الدولتين والالتزام بخيار السلام".
وشدد على "ان الرئيس عباس اكد كذلك تمسكه بالمصالحة الفلسطينية باعتبارها مصلحة وطنية عليا لا تراجع عنها وان الهدف منها هو تشكيل حكومة تكنوقراط تقود الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية".
ورأى "ان تحرك ليفني الاخير ولقاءها مع الرئيس عباس لا يشير الى حدوث تغيير في السياسة الاسرائيلية نتيجة ما يحصل في المحيط العربي من تحركات شعبية وانتخابات".
وبين "ان ليفني تقود المعارضة الاسرائيلية وهي ليست الحكومة في اسرائيل التي يقودها نتنياهووالذي يواصل سياساته واملاءاته والاجراءات احادية الجانب التي تنفذ على الارض وفرض الحقائق عليها والقرصنة وحجز الاموال والحصار والاغلاق".
واتهم عريقات حكومة نتنياهو "بأنها لا تنظر على الاطلاق لما يدور حولها الان من تغيرات في المنطقة".
واكد "ان هذه الحكومة اغلقت باب المفاوضات وتدمر عملية السلام ومبدأ الدولتين واختارت الاستيطان بدلا منه وانحازت الى الماضي وليس للمستقبل".
وفي تعليقه على تحذيرات عضو الكنيست بنيامين بن اليعازر والذي اعترف "ان اسرائيل تعيش الان وضعا امنيا كارثيا لم تواجهه في تاريخها" قال عريقات "ان الاحتلال هو مصدر فقدان الامن وسبب لعدم الاستقرار".
واضاف "انه لا يمكن ان يتحقق الامن والسلام في المنطقة اذا ما استمر الاحتلال الاسرائيلي كما انه لا يمكن لاسرائيل ان تنعم بهذا السلام والامن اذا واصلت احتلالها".
ويعترف الكثيرون في اسرائيل لاسيما في قيادة بعض الاحزاب والاجهزة الامنية انهم باتوا يواجهون الان تغييرات استراتيجية في المنطقة بفعل الثوارات العربية الامر الذي لم تعهده في تاريخها عبر اكثر من 60 عام.