قصص إنسانية أقل ما توصف بأنها مؤثرة وراء كل ضحية من ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، ومشاهد وروايات حزينة يتذكرها أقاربهم بحزن بالغ وتأثر شديد ورضا بقضاء الله وقدره. محمد شقير ومن جانبه، كشف سامح شقير ابن عم محمد شقير قائد الطائرة، عن تفاصيل آخر اتصال بينه وبين ابن عمه، قائلاً إن محمد اتصل به من فرنسا قبل الحادث ب 7ساعات طالباً منه أن يلتقيه فور وصوله للقاهرة لمناقشة مواصفات العروسة التي اختارها له، مضيفا أن محمد طلب منه البحث عن عروسة بمواصفات خاصة تجمع بين التدين والأخلاق الحميدة والجمال الهادئ. وأشار إلى أن محمد اتصل به قبل الحادث مرة أخري بنحو ساعتين وسأله إذا كان يريد أن يشتري له شيئا من باريس من عدمه، مضيفاً أن قائد الطائرة اشترى قطعة أرض منذ فترة قليلة لإقامة فيلا عليها ولكي تكون عش الزوجيه له. وأكد سامح أن قناة "سي إن إن" الأميركية التي تحدثت عن فرضية انتحار محمد شقير تقدمت بإعتذار رسمي عبر مراسلتها في القاهرة للأسرة وذلك خلال العزاء الذي أقامته في مسجد آل رشدان بالقاهرة، مؤكداً على أن المراسلة أكدت لهم أن القناة تكن كل تقدير واحترام لهم ولابنهم الفقيد. وأوضح ابن عم قائد الطائرة، أن محمد كان ملتزما بالصلاة والصوم وكان يتكفل ببعض الأسر الفقيرة والأيتام بمسقط رأسه بمدينة البدرشين وأن المصحف لم يكن يفارقه، وكان يختم القرآن كل 15 يوماً ويصوم الإثنين والخميس كما تدخل لفض اعتصام مساعدي الطيارين الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن عددا من الشركات الأجنبية عرضت علي محمد العمل لديها بأجر ثلاثة اضعاف إلا أنه رفض وقرر أن يعمل في مصر للطيران. ولفت إلى أن رحلة باريس الأخيرة هذه لم تكن رحلته، ولكن كانت رحلة زميل أخر له لكنه فضل السفر لسببين الأول شراء بعض المستلزمات الخاصة بعرسه، والثانية بسبب إضراب بعض الطيارين. يارا هاني المضيفة الشابة يارا هاني فرج التي كانت ضمن طاقم الضيافة بالطائرة المنكوبة كانت مخطوبة لزميلها الطيار بيتر، وفور علمه بالحادث أعلن اعتذاره مرتين لها الأولى لأنه فسخ خطبته منها والثانية بعدما اختطفها الموت ورحلت ضمن ضحايا الطائرة. ويروي بيتر قصة ارتباطه بيارا التي بدأت قبل عامين حيث يعمل طياراً لإحدى شركات الطيران الأندونيسية، وكان من المفترض أن يتوجا هذا الارتباط بالزواج في مايو الحالي إلا أن الخطيبين قررا الانفصال منذ 6 أشهر، وانقطع الاتصال بينهما إلى أن فوجئ بالأخبار الحزينة عن سقوط الطائرة وعلى متنها خطيبته السابقة، ويقول: "كنت أحبها وأريدها زوجة لي لكن الخلافات البسيطة بيننا اثرت عليّ وجلعتني اقرر الانفصال وليتني ما مافعلت". يتر لم يتمالك نفسه وكتب على صفحته بالفيس بوك "عبارات حزينة نعى فيها خطيبته السابقة، وعبر فيها عن ألمه لفراقها، وأسفه لها لأنه لم يستطع أن يكون إلى جوارها في الحياة واختتم كلماته بجملة قال فيها "آسف بعد فوات الآوان". وفي القداس الذي أقيم على روح يارا رفض والدها أن ترتدي زميلاتها الملابس السوداء، مؤكداً أنها ستظل حية بينهم، وهو ما جعل رفيقاتها يلبين طلبه ويرتدين ملابس بيضاء. المضيفة سمر المضيفة سمر التي كانت تشعر بقرب نهايتها وتوقعتها قبل عامين، رفضت والدتها إقامة عزاء لها على أمل عودتها مرة أخرى، ورفضت أي حديث عن وفاتها. اسحق ميخائيل على الجانب الأخر، وفي مدينة المنياجنوب مصر خيم الحزن والآسي على أهالي قرية صفط اللبن بعد علمهم أن ابن قريتهم ضمن ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، وهو وفقي اسحق ميخائيل 47 سنة. أسرة وفقي إسحق ميخائيل قالت إن ابنها لم يكن ضمن المسافرين الأساسيين على الطائرة واستطاع الحصول على تذكرة قبل إقلاع الطائرة بساعتين وأنه كان قادما لمصر لاصطحاب زوجته وطفليه لفرنسا بعدما قضت الأسرة إجازة عيد القيامة بالمنيا ليتوفي تاركا أسرة صغيرة مكونة من زوجة شابة وطفلين صغيرين هما الطفلة إدروسيس، 4 سنوات، وشقيقها يوسف 3 سنوات. وكشفت الزوجة عن أن آخر محادثة مع زوجها كانت عبر الهاتف قبل دقائق من إقلاعه على متن الطائرة وأوصاها بالعناية بالأبناء وكانت كلماته قليلة على غير العادة ومقتضبة.