قال د. أنور مغيث أن العيد السادس لمكتبة القومى للترجمة ، فرصة للتعريف بالمكتبة و إصداراتها الجديدة ، حيث صدر فى الفترة الأخيرة عدد كبير من الكتب ، و قد أحدثت المكتبة نقلة كبيرة بالنسبة للمركز ، من خلال وجود منفذ خاص للمركز ، حتى لا يشكو القراء من عدم توافر الكتب فى المكتبات الخارجية ، و هى تجمع كافة الإصدارات المترجمة القديمة و الحديثة التى يحتاجها القارئ فى مختلف المجالات ، كما ساعدت على إقامة حفلات توقيع للمترجمين ، و عمل تخفيضات على إصدارات هامة و إتاحتها بأسعار رخيصة للقراء . و فى تصريحه لشبكة " محيط " عن خطته للمركز الفترة القادمة قال : لدينا آمال طموحة ، و لكن حتى تكون واقعية وقابلة للتحقيق يجب مراعاة الموارد المادية و البشرية ، و التى فى حدودها وضعنا خطة للتطوير تهدف لإصدار عدد أكبر من الكتب المخصصة للشباب و تبسيط العلوم ، ومن أهدافنا أيضا التوسع فى تدريب المترجمين ، و أسسنا قاعة سوف يتم افتتاحها هذا الأسبوع مجهزة بأحدث وسائل الترجمة و الاستماع لتدريب المترجمين فى اللغات المختلفة ، و نأمل أن يزيد التعاون بيننا و بين الجامعات ليتاح الكتاب المترجم للطلاب . وعن ميزانية المركز قال أنه يعتمد على ميزانية الدولة ، كمؤسسة تابعة لوزارة الثقافة ، و هذه الميزانية ضرورية ، لأن لولا دعم الدولة لترجمة ، لأصبح عدد الترجمات محدود ، و لكن الميزانية بالطبع غير كافية ، فنحن نحسب إذا كنا نترجم بما يكفى بحسب مؤشر متوسط الكتب المترجمة لكل مواطن ، و فى الدول المتقدمة كألمانيا و فرنسا و أمريكا ، نجد فى المتوسط كتاب مترجم لكل 500 مواطن ، أما فى مصر فنجد كتاب لكل 5 الآف مواطن ،فنحن أقل بكثير من المعدل العالمى . ولكن بالنظر للعشرين عاما الماضية نجد أننا حققنا طفرة كبيرة فى عدد الكتب المترجمة ، إلا أنها لا تزال غير كافية ، و مازالنا نحتاج لترجمة المزيد لنواكب المعدل العالمى ، و يجب إلا نكتفى فقط بالترجمة بل أيضا نهتم بالتوزيع و الوصول للقارئ المستفيد من هذه الكتب . أما عن إشارة بيان الحكومة أمام البرلمان لأهمية الثقافة ، و موقع الترجمة من هذا الاهتمام ، قال مغيث أن ضرورة اهتمام الحكومة بالثقافة ، هو ما يجعلها تستطيع حل المشاكل بعمق ، و هو ما لن يتم دون اللجوء للثقافة ، لأنها تعمل على تغيير العقليات . و تابع أن الترجمة موقعها أساسى من الاهتمام بالثقافة ، لأن الترجمة هى مصدرنا الوحيد لمعرفة كيف يفكر الآخرون ، و هى وسيلتنا لنعرف كيف يسير العالم ، و ما هى مشكلاته ، و على هذا الأساس نستطيع تقدير حجم مشكلاتنا ، فأحيانا نمر بمشكلة نشعر أنها عويصة ، و عندما نرى أن بالنسبة للعالم هذه المشكلة لا تعنى شئ ، يقل حجم رؤيتنا للمشكلة ، و نهتم بمشاكل أخرى لم نكن منتبهين لها كمشكلة البيئة و التلوث . و عن وضع حلول جادة لمشاكل الترجمة ، قال أنه لا يوجد حلول وحيدة للمشكلة ، و أن هناك عدة حلول ، و لكن الأهم هو الوعى بأن الواقع الذى نحياه لا يجب أن يكون مرضيا أو كافيا ، و علينا تجاوزه ، و من الحلول الهامة ، هى التعاون مع دور الترجمة العربية ، و إصدار طبعات شعبية من الكتب غالية الثمن ، و رفع أجر المترجم لجذب المرشدين السياحين الذين يرغبون فى الترجمة و يشعرون أنها غير كافية لإعالة أسرهم ، كما يستفيد منها خريجى كليات الترجمة . وبشأن اتفاقية الترجمة الأخيرة مع روسيا ، أشار مغيث أننا كثيرا ما نترجم عن الخارج ، و من الهام أن يترجم الخارج عنا أيضا ، و جاءت سفرية روسيا ، لعمل اتفاقية ترجمة متبادلة بنشر الفكر الروسى للقارئ العربى ، و نشر أعمال للمفكرين العرب للقارئ الروسى ، ومازالت المفاوضات مستمرة فى هذا الشأن .