أكد فيتشسلاف ماتوزوف المحلل السياسي الروسي والدبلوماسي السابق، أن هناك تغيرات واضحة في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية، مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تعارض التدخل العسكري الروسي في سوريا بدعوى أنه عرقل الحل السياسي، ولكنهم حاليا يتحدثون عن نتائج التدخل العسكري الإيجابية. وأوضح ماتوزوف من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "غرفة الأخبار" على قناة "سي بي سي إكسترا" الفضائية اليوم الخميس أن هناك طرق قد تم فتحها للمساعدات الإنسانية وتراجع كبير للقوى الإرهابية مثل "داعش" و"جبهة النصرة"، وتقدم الجيش السوري في العديد من المناطق مثل "تدمر" و"الرقة" و"دير الزور"، هو دليل على تراجع الإرهاب في سوريا أمام الجيش السوري بدعم من روسيا. وأعلن أن المشكلة السورية اليوم أصبحت متعلقة بدول العالم وليست الأطراف السورية فقط، مشيرا إلي أن سوريا دخلت في "حرب مدمرة" تحت حجة "الإصرار على إقالة بشار الأسد وإسقاط نظامه". وتوقع أن يكون أولوية لقاء اليوم بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الحديث عن توصل لحل سياسي في "جنيف 3" للأزمة السورية. وأضاف أن الموقف الروسي لم يتغير بسبب الانسحاب العسكري "الجزئي" من سوريا، وأن روسيا ما زالت تدعم الجيش السوري بطائرات مروحية حديثة وأجهزة رؤية ليلية، موضحا أن روسيا قد اتفقت مع شيوخ القبائل السورية لوقف الاقتتال. ونفى ما يتردد أن تكون الحكومة السورية مانعة للمساعدات الإنسانية للمدن والقرى، وأن المساعدات الإنسانية تخضع لرقابة الهلال الأحمر الدولي، متخوفا من أن يتدخل الإرهابيون إلي المدن مرة أخرى من خلال تقديمهم مساعدات إنسانية لأهالي المدن. ووصف بعض أطراف المعارضة السورية المتواجدة على طاولة المفاوضات ب"المشبوهة" مثل جماعة "أحرار الشام" و "الجبهة الإسلامية" نظرا ل"أرتباطهم مع تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الدولية"، موضحا أن روسيا ترحب بتواجد مثل هذه الجماعات في حالة موافقة النظام السوري ومختلف الفصائل على تواجدهم على طاولة المفاوضات. وشدد على أن روسيا تحرص على أن يحل السوريين أزمتهم بدون أي تدخل أجنبي، مضيفا أن الشعب السوري هو صاحب القرار. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل اليوم الخميس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الروسية موسكو لبحث أخر مستجدات الأزمة السورية.