قلق بشأن توحيد قبرص عقب فوز إيروجلو فوز إيروجلو بأغلبية الأصوات في انتخابات قبرص التركية نيقوسيا: آثار فوز القومي المتشدد درويش ايروجلو بنتائج الانتخابات الرئاسية في قبرص التركية ردود فعل متشائمة بشأن مواصلة مفاوضات إعادة توحيد جزيرة قبرص. وأظهرت النتائج النهائية الرسمية حصول ايروجلو رئيس الحكومة ورئيس حزب الوحدة الوطنية على 50,38 في المئة من الاصوات ، فيما حصل منافسه الرئيسي محمد علي طلعت على 42,85 في المئة من الاصوات. وقال الزعيم القبرصي التركي المنتهية ولايته محمد علي طلعت إن فوز ايروجلو يجعل من "المستحيل" مواصلة مفاوضات اعادة توحيد جزيرة قبرص بطريقة بنائه. وأضاف طلعت الذي خسر في الانتخابات في مقابلة مع صحيفة "ا بي ثي" الاسبانية : " تركيا تريد للمفاوضات أن تستمر بصورة بناءة، الا ان ذلك مستحيل مع ايروجلو. العالم كله يعلم ذلك". وتابع" بالتأكيد سيجتمع ايروجلو والرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس ، ولكن ماذا سيفعلان؟ احتساء القهوة او التفاوض؟ بما ان ايروجلو لا يملك اية رؤية للحل، فكيف سيعمل لايجاد رؤية؟". جدير بالذكر أن قبرص مقسومة منذ 1974 حين تدخل الجيش التركي في شطرها الشمالي اثر انقلاب لقوميين قبارصة يونانيين بدعم من اثينا بهدف الحاق الجزيرة باليونان. وبعد سنوات من الجمود، استؤنفت المفاوضات الهادفة لاعادة توحيد الجزيرة في سبتمبر/ايلول 2008 بين الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس ومحمد علي طلعت باشراف الاممالمتحدة ، الا ان 19 شهرا من التفاوض لم تحقق سوى تقدم ضئيل. تطور سلبي في المقابل ، قال الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس أمس الاحد إنه غير مستعد لاعادة التفاوض من الصفر في حال فوز إيروجلو في القسم التركي من الجزيرة. كما وصف ستيفانوس ستيفانو المتحدث باسم الحكومة فوز ايروجلو بأنه "تطور سلبي" ، قائلا" موقف ايروجلو من التسوية القبرصية قد يعرقل عملية التفاوض، لكنه أكد ان الحكومة ستواصل دراسة الوضع من أجل وضع استراتيجية جديدة للتوصل الى حل للقضية القبرصية. مواصلة التعاون وتعقيبا على النتيجة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان إن بلاده ترغب في التوصل الى حل للقضية القبرصية بحلول نهاية 2010. وأضاف أردوجان : "يجب ان يواصل القبارصة الاتراك المفاوضات وهذا شيء يؤمن به ايروجلو ايضا. ان هدفنا هو التوصل الى تسوية بحلول نهاية العام الجاري". وتتمتع تركيا وهي الدولة الوحيدة التي تعترف بشمال قبرص كدولة، بتأثير هائل على القبارصة الاتراك. وتدعم انقرة اقتصادهم بما يقدر بنحو 700 مليون دولار سنويا ولها 30 الف جندي في شمال الجزيرة. تعهد أيروجلو وأكد إيروجلو بعد إعلانه الفوز أنه ملتزم بمواصلة محادثات السلام مع الشطر اليوناني من الجزيرة، مشيراً إلى أنه يعتبر المفاوضات التي بدأت في سبتمبر/ أيلول 2008 أحد مبادئه الأساسية.
وأضاف لتلفزيون "إن تي في" التركي أنه سيعمل بنية حسنة من أجل التوصل إلى حل يأخذ بالحسبان حقوق مجتمعه التركي، مؤكداً أنه سيجري محادثات مكثفة مع الدولة الأم "تركيا"، التي تحتفظ بحامية عسكرية من 35 ألف جندي في شمال الجزيرة.
وقال إيروجلو إنه سيبحث عن طريقة للتوصل إلى إجماع في محادثاته مع الشطر الجنوبي، الذي يعرفه المجتمع الدولي باسم جمهورية قبرص ويعتبر عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وكان إيروجلو قد تعهد خلال حملته الانتخابية بمواصلة محادثات السلام مع الشطر الجنوبي، لكنه أكد كذلك أنه في حال فوز في الانتخابات فسيعيد النظر في سير عملية المفاوضات الخاصة بإعادة توحيد شطري الجزيرة.
ويعتبر إيروجلو من المؤيدين لتكوين كونفدرالية من دولتين في الجزيرة المقسمة، حيث يؤيد منح كل طرف مزيدا من السلطات السيادية في أي تسوية سلمية، وهو رأي يعتبره القبارصة اليونانيون غير مقبول مما قد يدفعهم لعرقلة محاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.