صنفت النسخة الثانية من مؤشر "إريكسون" للمدن المتصلة شبكياً مدينة القاهرة ضمن أكبر 25 مدينة في العالم من حيث القدرة على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يعود بالفائدة على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وكانت القاهرة واحدة من المدينتين الوحدتين من الشرق الأوسط اللتين تمكنتا من حجز مكان لهما على القائمة، حيث جاءت في المرتبة ال19، أما المدينة الأخرى من الشرق الأوسط التي تم إدراجها ضمن القائمة فكانت إسطنبول، التي احتلت المرتبة ال14. ويهدف المؤشر إلى تحديد الأسواق التي تنجح في تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من خلال الاستثمارات واسعة النطاق في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتسعى "إريكسون" من خلال دراسة مؤشر المدن المتصلة شبكياً، إلى المساهمة في دفع عجلة التطور الشبكي وتحفيزها في مختلف المدن حول العالم. وبحسب الدراسة، تم تصنيف مدينة القاهرة ضمن قائمة المدن متوسطة النضج في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويمكن أن تساعد قدرة الشركات والأفراد على الاتصال بالشبكة بسهولة في هذه الاقتصادات متسارعة النمو المساهمة في إثراء حياة سكان هذه المدينة والمساعدة في الحفاظ على النمو الاقتصادي، من خلال تعزيز رفاه المواطن والارتقاء بجودة التعليم وتعزيز الإنتاجية، مع الحد من الآثار السلبية على البيئة والناجمة عن النشاط الاقتصادي سريع التوسع. ومن جانبه، أكد أنديرس ليندبلاد رئيس شركة "إريكسون" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:" يعكس إدراج مدينة القاهرة على مؤشر المدن المتصلة شبكياً الأهمية المتنامية التي يحظى بها مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعومات في منطقة الشرق الأوسط. كما يسلط ذلك الضوء على الرؤية الطموحة لدول مثل مصر، اللتي تبذل جهوداً متضافرة لضمان تمكن البنية التحتية الوطنية من تسهيل الاتصال بالإنترنت وتعزيز القدرة التنافسية". وتعد مدينة القاهرة مثالاً رائعاً على المدن التي تستثمر بشكل استباقي لتحسين مستقبلها. وعلى الرغم من أنه لم يتم إدراج سوى مدينتين من منطقة الشرق الأوسط على هذا المؤشر، إلا أننا ندرك تماماً أن هناك العديد من المدن في جميع أنحاء المنطقة تبذل جهوداً هائلة لتطوير البنية التحتية الشبكية لمجتمعاتها. كما أوضح باتريك ريجارد مختبر "إريكسون" لأبحاث المجتمعات المتصلة شبكياً: "من المهم جداً تحليل وجهات نظر المواطنين. وإن من أكثر ما يميز المدن الناجحة تفوقها في اجتذاب الأفكار ورؤوس الأموال والمواهب المتميزة. ولا بد من أن يرافق هذه الجاذبية الإيجابية تقدم مستمر من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". وتأخذ الدراسة الجديدة أيضاً بعين الاعتبار المزايا والفوائد التي تقدمها تكنولوجيا المعومات والاتصالات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والبيئة والكفاءة في مختلف المدن، فضلاً عن مدى قدرة مواطني هذه المدن على الاستفادة بسهولة من حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأشار إريك ألمكفيست مدير شركة "آرثر دي. ليتل": "عندما يتمكن الأفراد من الحصول على معظم احتياجاتهم الأساسية، يتحول تركيزهم إلى، مثلاً، الاستمتاع بأنماط حياة متوزانة ومشهد ثقافي غني ومستوى جيد من تسهيلات النقل وتنفيذ التعاملات، وصحة جيدة بعد التقدم بالسن، والوصول إلى مرحلة من الرضا عن الذات من حيث التحصيل العلمي، والمساهمة في الحفاظ على بيئة نظيفة في كافة أنحاء المدينة". وتمتلك حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القدرة على تحسين جودة حياة الناس في العديد من هذه الجوانب. وتمثل القدرة على الاتصال بالإنترنت في أي زمان ومكان أمراً متزايد الأهمية كأحد الحقوق الأساسية لأي مواطن. ويعد مؤشر "إريكسون" للمدن المتصلة شبكياً بمثابة أداة تساعد الهيئات المسؤولة في المدن وصانعي القرار على مراقبة وضع المدن والووقوف على مدى تقدمها على طول منحنى تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويمكن النظر إلى هذا المؤشر على أنه نقطة البداية في حوار مفتوح أكثر من كونه الكلمة الفيصل فيما يتعلق بقدرة المدن على دفع عجلة تقدم أعمدتها الرئيسية ألا وهي الأفراد والبيئة والأرباح.