صنعاء أ ش أ: تباينت ردود الأفعال بشأن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بشأن الأزمة السياسية الراهنة أمس بالرياض ، بين مؤيد ومعارض ، غير أنها تصب جميعها في خانة بدء التغيير بالجمهورية اليمنية. ففي الوقت الذي أشادت فيه العديد من الصحف والقوى السياسية والفعاليات المدنية بالتوقيع على المبادرة ، ووصفتها بأنها انتصار للشرعية الدستورية ورفض للعنف والفوضى فيما يتعلق بانتقال السلطة بالبلاد ، قالت قوى آخرى خاصة ما بات يعرف باسم ثورة الشباب الشعبية السلمية "إن التوقيع على المبادرة لا يعنيهم من قريب أو بعيد ، لأنهم لم يكونوا طرفا فيها ، كما أنها لا تحقق مطالبهم بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح ومعاونيه على ما وصفوه بجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في حق المعتصمين سلميا المناهضين للنظام". وفي سياق التأييد للمبادرة ، قالت صحيفة "الثورة" في كلمتها الافتتاحية اليوم الخميس تحت عنوان "اتفاق تاريخي" - "كل من عرفوا اليمن وتاريخه وإطلعوا على إرثه الحضاري وما يكتنزه أبناؤه من وعي ، كانوا على ثقة من أن هذا البلد لن يخذل نفسه . وقالت الصحيفة "لقد تأكدت الحكمة والإيمان اليمني أمس في اللحظة التاريخية التي تم فيها التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من قبل الرئيس صالح ومن قبل أطراف العمل السياسي اليمني في السلطة والمعارضة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمجتمع الإقليمي والدولي".
وفي سياق ردود الأفعال الإيجابية بشأن التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية اليمنية أمس بالرياض ، اعتبر عدد من المراقبين والمهتمين4 بالشأن اليمني أن التوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية قد شكل انتصارا لصوت العقل والحكمة وانتصارا للشرعية الدستورية ، كما جسد لخيارات الشعب اليمني ولمبدأ التداول السلمي للسلطة. وأكدوا أن ذلك هو الخيار الصائب الذي يصب في مصلحة اليمن ووحدته وأمنه واستقراره ، كما أكدوا أن توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية يأتي انطلاقا من حرصه على مصالح الوطن والشعب من خلال الحلول السلمية للأزمة.
وطالبوا جميع الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة وكذا القوى السياسية الآخرى على الساحة اليمنية بالتعاون والعمل بروح المسئولية في المرحلة المقبلة من أجل تنفيذ كل ما تضمنته بنود المبادرة الخليجية وفقا للفترات الزمنية المقررة. في نفس السياق ، وصفت المنظمة الشعبية اليمنية للدفاع عن الحقوق ، التوقيع على المبادرة الخليجية بالنجاح التاريخي ، وأشادت المنظمة (وهى إحدى منظمات المجتمع المدني اليمني الأهلية) - في بيان لها اليوم - بمساعي الحكومة اليمنية وبقية أطراف العمل السياسي بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأكدت المنظمة - في بيانها - أن حصول توافق بين أطياف القوى السياسية على الساحة اليمنية يعد نجاحا تاريخيا ، ودعت في نفس الوقت كافة أبناء الشعب اليمني إلى إحكام العقل ونبذ العنف بشتى صوره والحفاظ على مقدرات ومكتسبات البلاد وعدم الانجرار إلى الفوضى والعنف.
وفي نفس السياق ، قال ائتلاف شباب اليمن "المستقل" - تعليقا على توقيع المبادرة الخليجية أمس بالرياض - "إن الرئيس علي عبدالله صالح حرم الانقلابيين من حلم الوصول إلى السلطة بالفوضى والعنف ، بعد أن انتصر مجددا للوطن بتوقيعه على حل للأزمة كان قد طرحه في بدايتها قبل نحو عشرة أشهر ، وعاد إليه الجميع أمس". وقال - في بيان له اليوم - "إن توقيع المبادرة هو الحل الديمقراطي السلمي العادل الذي فضح كل من تآمر وتاجر بدماء الشباب وأظهرهم بصورة "مخزية" ، ووطد المؤسسات الشرعية والتجربة الديمقراطية التي أراد البعض الانقلاب عليها". في المقابل وفي إطار ردود الأفعال المناهضة للتوقيع على المبادرة الخليجية ، رفض الحوثيون المبادرة ، وقال مكتب عبدالملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين في صعدة شمال اليمن "إن المبادرة لا تعنيهم ، كما لم تتطرق إلى حل مشكلة الحوثيين في البلاد". يأتي ذلك البيان على الرغم من أنه بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة يجب على حكومة الوفاق الوطني التي ستشكل أن تعقد مؤتمرا وطنيا موسعا يضم كافة الأطراف اليمنية بمن فيهم الحوثيون والحراك الجنوبي لمناقشة كل القضايا على الساحة اليمنية. وفي السياق المناهض للمبادرة ، رفضت اللجنة التنظيمة لما بات يعرف باسم ثورة الشباب الشعبية السلمية باليمن المبادرة وقالوا - في بيان لهم - إن المبادرة لا تحقق لهم مطالبهم في محاكمة رموز النظام ، بل وتوفر لهم حصانة من الملاحقة القضائية ، وأكدت اللجنة أن الشباب سيواصلون اعتصاماتهم ومظاهراتهم السلمية ، ويطالبون بمحاكمة الرئيس صالح ومعاونيه ، كما يطالبون المحكمة الجنائية ببدء إجراءات لهذه المحاكمة.