فى ندوة لمناقشة كتاب " تحرير العقل" للكاتب والمفكر د. جابر عصفور ، شارك السفير اللبنانى خالد زيادة و كل من نبيل عبد الفتاح و محمد خولي ، وأدار الندوة محمد الشحات. وقد عبر الكاتب نبيل عبد الفتاح عن سعادته بحضوره لمناقشة الكتاب الذي وصفه بأنه من الكتب الهامة التي صدرت في مصر خلال السنوات الأخيرة ، مضيفاً أن الكتاب تميز بالسلاسة الأسلوبية والدقة والبلاغة وهو أمر ليس بغريب على عصفور. و تابع أن الكتاب يثير الكثير من الأسئلة ووجهات النظر المتعددة ، ما هو نوع العقل الذي يطالب عصفور بتحريره هل هو العقل المصري أم العربي أم الاجنبي أم السائد ، واختياره العنوان بدون تحديد نوع العقل جعل له نوع خاص من التشويق ، ووصف الكتاب بانتقاله من مفهوم النص لمفهوم الخطاب و تناوله العديد من الموضوعات التي تعتبر تجليا للقضايا المعاصرة و نفي غربة مصطلح العقل والتفكير العقلاني عن التاريخ الإسلامي، وقال عبد الفتاح: "الكتاب هو انتصار لسلطة العقل في الفكر العربي الحديث ، وقال: نحن إزاء نزعة إعتزالية ضد السلطة الأشعرية و السلفية السائدة و تسليط الضوء على التنوير من داخل الثقافة". وقال الدكتور خالد زيادة أن جمع جابر عصفور لمقالاته في كتاب واحد ربط القضايا ببعضها و أسفر عن مفهوم بين لها ، مضيفاً أن المسألة ليست في نوع العقل و لكن في مدى الحرية لإستخدامه ، فالعقل هو مدخلنا للإنسانية ، مضيفاً أن الكتاب يعكس مشروع جابر عصفور و الذي ظهر منذ سنوات و عقود. و اختلف زيادة مع الكاتب فى ثلاثة قضايا هى : قضية المثقف، و قضية أنه لا فرق بين عقل ديني و عقل لا ديني فكلنا لدينا عقل واحد و يجب تجديد الفكر الديني، و أخيراً أن امثلة الكاتب اقتصرت على المصريين فقط ولم يذكر اي مثال عربي آخر. فيما عاب محمد الخولي على الإعلام وجود بعض المشاهد التى تقدم إهانات للعقل الى حد ازدرائه مثل مشايخ العفاريت و الفن الهابط ، مضيفاً أن هذا الكتاب مبارك لأنه يحمل عنوانا للعقل و تحريره خاصة أن العقل العربي إما مأسور أو مطارد او مهمش ، وعلى كل المفكرين والأدباء و المثقفين العمل على تحريره. و تابع الخولي أن كتاب عصفور هاجسه الفكري هو التنوير و مأساة غيابه ، و وجه دعوة قائلاً :" يا متثقفين العالم اتحدوا لتستكملوا و تتكاملوا في الأطروحات التي تقدمونها". وقال الدكتور جابر عصفور أن الكتاب لن يسر طائفة كبيرة لكنه سيسر طائفة قليلة من المفكرين ، و هو عبارة عن مجموعة من المقالات و المحاضرات و الأبحاث التي قدمتها منذ سنوات مضيفاً أن العقل في حاجة لنوع من الكتابات لتحريره و أن من حقه أن يفكر فيما يشاء كما يشاء و هو ما يجب ان نؤمن به ، و أضاف : " لقد ورثت عن طه حسين إيمانه بالعقل و الحرية فهما جزءان اساسيان لا يتجزئان للفكر التنويري ، و تعلمت أكثر مما أريد أو مما كنت أتصور". و في نهاية المناقشة اثنى عصفور على عدد من مشايخ الأزهر مثل الشيخ شلتوت و محمد عبده ، الذين يؤمنون بالانفتاح التفكيري و التنوير و هو ما لا نجده في مشايخ أيامنا هذه على حد تعبيره.