أعلن الجيش اللبناني أن العملية العسكرية التي نفذها، أمس الأربعاء، ضد مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة وادي الأرانب ببلدة عرسال التابعة لقضاء بعلبك بمحافظة البقاع شمال شرقي لبنان، أحبطت مخططا لمهاجمة مراكز عسكرية وخطف مواطنين من البلدة. وأوضح بيان صدر عن قيادة الجيش اللبناني، اليوم الخميس، أنه تم خلال العملية القضاء على ستة إرهابيين، من بينهم القيادي في داعش أنس خالد زعرور، ومصادرة كميات من الأسلحة والقنابل اليدوية والذخائر والأحزمة الناسفة وأجهزة كواتم للصوت وآليتين. وأشار البيان إلى أن القوة العسكرية داهمت أيضًا مستشفى ميدانيّاً يستخدمه التنظيم الإرهابي في المنطقة نفسها، حيث أوقفت 16 إرهابيًا، من بينهم الإرهابي الخطير أحمد نون، دون تسجيل أية إصابات تذكر في صفوف القوى العسكرية. وكشف مصدر عسكري لبناني لجريدة "السفير" اللبنانية أن هذه العملية أنقذت عرسال ولبنان من اعتداء جديد، واستنادا إلى التحقيقات الأولية مع الموقوفين، تبين أن المجموعات الإرهابية أعدّت سيناريو شديد الخطورة، وحددت ساعة الصفر لتنفيذه، فجر أمس الأربعاء، إلا أن الجيش أحبطه في الوقت المناسب. وبحسب "السفير"، يشبه هذا السيناريو إلى حد كبير تكتيكات "غزوة عرسال" يوم 2 أغسطس 2014، حيث اجتمعت مجموعة إرهابية تزيد على 15 عنصرا في منطقة وادي الأرانب، ودلت الأسلحة التي كانت بحوزتهم والتحقيقات الأولية مع الموقوفين على أنهم كانوا بصدد الهجوم على مواقع الجيش اللبناني باستخدام انتحاريين وأحزمة ناسفة، بهدف احتلال بعض المواقع، وخلق حالة ارتباك في صفوف العسكريين، وتكرار خطف بعضهم، مع تسخير آليتين لنقلهم إذا تمكنوا من تحقيق هدفهم، وصولا إلى إحداث ثغرة للنفاذ من خلالها بعشرات وربما مئات المسلحين إلى بلدة عرسال للإطباق عليها. وقال مصدر أمني كبير ل"السفير" إنه كانت هناك محاولة واضحة من قبل الإرهابيين لتغيير موازين القوى الموجودة في منطقة عرسال وفرض وقائع جديدة، لافتا إلى أن ما كان يعده المسلحون جاء بعد اقتحام تنظيم داعش عددا من المناطق التي تسيطر جبهة النصرة عليها، واحتلال موقعها المهم جدا في وادي الخيل بمنطقة جرود عرسال، وبالتالي يمكن اعتبار المخطط الذي أُحبط استكمالا لهجوم "داعش" على "النصرة" بغية توسيع مناطق السيطرة، وهو ما يعني امتداد المخاطر إلى ما بعد حدود البلدة. وكشف المصدر عن أن عناصر إرهابية كبيرة وقعت في قبضة الجيش اللبناني، وأنه يجرى التدقيق في الأدوار التي قاموا بها، سواء في مواجهة الجيش، أو عبر العمليات الإرهابية والتفجيرات، كما يتم التحقيق في ما كانوا يعدونه للداخل اللبناني، وإذا ما كانت هناك خلايا تابعة لهم في الداخل. وذكرت "السفير" أن الرواية العسكرية تشير إلى أن المجموعة الإرهابية كانت تستغل الطبيعة المناخية لمنطقة جرود عرسال خلال الأيام القليلة الماضية للقيام بتحركات وعمليات تسلل متتالية في اتجاه مواقع الجيش، وكان عدد المتسللين لا يزيد في بعض الحالات على ثلاثة إلى خمسة عناصر، وكانوا يستغلون الضباب وانعدام الرؤية، ومع ذلك كان الرصد العسكري يلتقط أي تحرك ويحبطه. ومع بزوغ فجر أمس الأربعاء، رصدت العين العسكرية على الحدود تحركًا مريبًا للمجموعات الإرهابية في منطقة وادي الأرانب، تمثل في تجمع حوالي 15 مسلحًا مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وبحوزتهم سيارتا دفع رباعي، وبادرت القيادة العسكرية بالتنسيق مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة عرسال لوضع خطة سريعة، لا تقوم على انتظار المسلحين ورصد حركتهم والتعامل معهم وفق الاتجاه الذي يسلكونه، بل تعتمد على مهاجمتهم في نقطة تجمعهم ومباغتتهم قبل أن يباغتوا العسكريين.