أشارت أحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى ارتفاع إجمالي الشحنات العالمية للأجهزة (الكمبيوترات الشخصية، والكمبيوترات اللوحية، والهواتف المحمولة فائقة الأداء) لتتخطى عتبة ال 2.4 مليار جهاز خلال العام 2016، أي بزيادة قدرها 1.9 ٪. ومن المتوقع أن يتراجع معدل إنفاق المستخدم النهائي بالدولار الأمريكي بنسبة 0.5 ٪ بوتيرة مطردة وللمرة الأولى على الإطلاق. وسيواصل سوق الأجهزة تأثره بالأوضاع الاقتصادية السائدة على المستوى المحلي خلال العام 2016، وهو ما تطرق إليه رانجيت أتوال، مدير الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر، بالقول: "من الواضح أن شركات التوريد لم تعد قادرة على تسويق منتجاتها بإتباع منهجية استهداف الأسواق الناضجة والصاعدة فقط". وانطلاقاً من التقلبات الاقتصادية السائدة، فقد تم تقسيم السوق إلى أربع فئات، وهي الأسواق الناضجة التي تواجه تحديات اقتصادية، والأسواق الناضجة المستقرة، والأسواق الصاعدة التي تواجه تحديات اقتصادية، والأسواق الصاعدة المستقرة. وتندرج كلاً من روسياوالبرازيل ضمن فئة الأسواق الصاعدة التي تواجه تحديات اقتصادية، في حين تعتبر الهند من الدول التي تندرج ضمن فئة الأسواق الصاعدة المستقرة، بينما تندرج اليابان إلى فئة الأسواق الناضجة التي تواجه تحديات اقتصادية". بالإضافة إلى ما سبق، من المتوقع أن يصل إجمالي عدد الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية إلى 287 مليون جهاز خلال العام 2016، أي بتراجع نسبته 1 ٪على أساس سنوي، ولكنها من المتوقع أن تتسارع لتنمو بنسبة 4 ٪ خلال العام 2017. وتحدث رانجيت أتوال عن هذا الموضوع قائلاً: "من المتوقع أن تقوم الهواتف المحمولة فائقة الأداء (الممتازة) بدفع عجلة نمو سوق الكمبيوترات الشخصية قدماً، وذلك خلال مرحلة الارتقاء إلى نظام التشغيل ويندوز 10، واعتماد الكمبيوترات الشخصية على بنية معالجات سكايليك من شركة إنتل. وتشير توقعاتنا أيضاً إلى تسارع وتيرة تبني الشركات لنظام التشغيل ويندوز 10 بدرجة أسرع من ترقيات أنظمة ويندوز السابقة". وقد قامت مؤسسة جارتنر بإجراء هذه الدراسة الشاملة، والتي تضمنت 3,000 شركة عالمية، خلال الربع الرابع من العام 2015، وذلك على امتداد ست دول (البرازيل، والصين، والهند، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، حيث أظهرت نتائجها أنه من المتوقع أن تستكمل 80 بالمائة تقريباً من الشركات عملية اختبار وتقييم نظام التشغيل ويندوز 10 في غضون 12 شهراً، وأن أكثر من 60 بالمائة منها في غضون تسعة أشهر. وأوضح رانجيت أتوال قائلاً: "نظراً لفترة الاختبار والتقييم القصيرة نسبياً، سيصبح بإمكان العديد من الشركات البدء بعملية الترقية مع حلول نهاية العام 2016. وبحلول نهاية العام 2017، ستسعى العديد من الشركات إلى ترقية حوالي 40 بالمائة من أجهزتهم إلى أجهزة جديدة قائمة على نظام التشغيل ويندوز 10، وهو ما سيشكل حافزاً لنمو سوق الكمبيوترات الشخصية خلال العام 2017. سوق الهواتف الذكي يرتفع تواصل شحنات الهواتف المحمولة زخمها بنسبة نمو بلغت 2.6 بالمائة خلال العام 2016، وهو ما أشارت إليه روبرتا كوزا، مديرة الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر، بالقول: "من المتوقع ارتفاع معدل الإنفاق المتواصل للمستخدم النهائي على الهواتف المحمولة بنسبة 1.2 بالمائة خلال العام 2016، ولكن نسبة النمو هذه لن تكون قويةً بما فيه الكفاية بالنسبة لإجمالي معدل إنفاق المستخدم النهائي على الأجهزة من أجل تحقيق النمو خلال العام 2016". من جهة أخرى، نجد أن شحنات الهواتف الذكية واصلت دفعها لعجلة النمو، حيث تشير توقعات مؤسسة جارتنر إلى أن نسبة الهواتف الذكية ستصبح 82 بالمائة من إجمالي الهواتف المحمولة المستخدمة بحلول نهاية العام 2016، أي بزيادة قدرها 12 بالمائة عما سجلته خلال العام 2015، وتحدثت الآنسة روبرتا كوزا عن هذه الزيادة قائلةً: "سنشهد تحولا نحو اقتناء الهواتف المحمولة الأساسية في سوق الهواتف الذكية. حيث سيختار المستخدمون استبدال أجهزتهم ضمن نطاق فئة الهواتف الذكية الأساسية، دون الانتقال إلى الهواتف الذكية المتطورة، وخاصةً في الصين وبعض الأسواق الصاعدة الأخرى". كما ستوفر العلامات التجارية المحلية والصينية هواتف ذكية أساسية أكثر كفاءةً، فضلاً عن أنها تتمتع بمزايا جذابة وأسعار أرخص، ما يشير إلى انخفاض عدد المستخدمين الراغبين بترقية أجهزتهم إلى الهواتف الذكية الممتازة. وعوضاً عن ذلك، ستلبي هذه الهواتف الذكية الأساسية الأكثر تطوراً وجاذبية احتياجات المستخدم بأقل كلفة ممكنة.