الزيات يدعو الجماعات الإسلامية لترشيد خطابها محيط محمد كمال منتصر الزيات دعا منتصر الزيات، رئيس منتدى الوسطية بمصر، الحركات الإسلامية إلى ترشيد خطاباها الدعوي والحركي، بالقول إن عليها أن تتجه إلى التكافل الاجتماعي، ووضع حلول اقتصادية للمشكلة التي تقع فيها المجتمعات. واستنكر الزيات، في الندوة التي عقدت صباح أمس الاثنين، حول "دور تيار الوسطية في نهضة الأمة"، منهج بعض الجماعات الإسلامية في انتهاج العنف، وقال: "إن هذه المواقف أعاقت الجماعات عن خدمة الدين والاستفادة من قدرتها في العمل الدعوي". وعرّف الزيات الوسطية بأنها الصبر على تحمل المواقف الواضحة المتمسكة بالحق، وقال: "إن عددا من العلماء الموجودين على الساحة الآن يتعرضون للمعاناة الشديدة بسبب مواقفهم الواضحة، معتبرا الصبر على هذه المعاناة مرادفا للوسطية. واستدل بالدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي المعروف والمشارك في الندوة، وقال إنه يثار حوله حملات هجومية كثيرة تخرج من مشكاة واحدة، كما أشار إلى منع الكاتب فهمي هويدي من الكتابة في الجرائد القومية". من جانبه، دعا الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الأسبق وإمام الأنصار، زعيم حزب الأمة السوداني، إلى ضرورة وضع ميثاق تعايش وتسامح ديني عالمي، قائلا: "إن المسلمين يتعايشون مع غيرهم والإسلام يتمدد في كل أنحاء العالم وهذا كله يوجب إبرام بروتوكول تعايش واحترام متبادل يحدد الحقوق والوجبات". وقال المهدي، إن القراءة الصحيحة لتاريخ الأمة الإسلامية توضح أن الدعوة الإسلامية انطلقت رسالة واضحة المعالم في عقائدها وثوابتها، وأن مبادئها باعثة لملة سيدنا إبراهيم، عليه السلام، وخاتمة لما سبقها من يهودية ومسيحية. وأكد أن الأمة الإسلامية مستعدة من داخل نصوصها لهضم مستجدات العصر واستيعابها والتفاعل بين الواقع والواجب، موضحا أن القراءة الصحيحة لتاريخ الإنسانية هي أن نهضة الأمة تعتمد على أمرين هما، التأهيل واستيعاب المستجدات. الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي السوداني وشرح مبادئ الإسلام السياسية، والتي تقوم على المشاركة والمساءلة وسيادة حكم القانون والعدل والمساواة، مؤكدا أنه لا سلام بلا عدالة، وهو ما يوجب استرداد الأرض وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية، لافتا إلى المخططات الإسرائيلية الرامية لتقسيم البلاد الإسلامية والعربية. وشدد المهدي على أن تيار الوسطية هو البديل للغلاة والمتطرفين، وهو ما يتطلب إرادة سياسية، وقال: إنه لا إفراط ولا تفريط، فالغلاة والمتطرفون يريدون أن يحبسوا حاضرنا ومستقبلنا في الماضي، ولا يريدون التفاعل مع المستجدات ويعوقون منهج الوسطية بالإفراط، والآخرون يريدون طرد الدين من الحياة وإفراغ دوره في الحياة. وتحدث فضيلة الشيخ نصر فريد واصل، مفتى الديار المصرية الأسبق، عن دور الوسطية في بناء الأمة الإسلامية، قائلا: إن تيار الوسطية هو تيار قوى، لأن الذي يجمع بين طرفي شيء لابد وأن يكون قويا، منبها إلى أن الإسلام هو دين وسط والوسطية تحقق السلام وليس في الإسلام غلو ولا تطرف. كما ندد بدعوة بعض الجهلاء بفصل الدين عن الدولة، لافتا إلى أن الإسلام دين ودولة، ودولة الإسلام مدنية وليست دينية موضحا أن هذا الفهم الخطأ الذي يروجه البعض هو الذي أدخل على الدين ما ليس فيه . من جانبه، قال الدكتور محمد عمارة: إن العالم الإسلامي يشهد احتلالا لم يشهده في القرن التاسع عشر وهو قرن الاستعمار، وأشار إلى أن الجيوش الموجودة في الدول والظلم الاجتماعي أدى إلى انتهاجها للعنف، مستنكرا دعاوى تغيير المناهج الدينية، وما يشاع عن دعمها للعنف، وقال إن مدراس أفغانستان ظل طلابها لا يستطيعون حمل "سكين مطبخ"، ولكن الاستعمار أدى للأحداث الحالية، وكذلك ما يحدث في الصومال الآن، منوها عن أن ثلث الشعب العراقي قبل الاحتلال كان يتزوج زواجا مختلطا بين السنة والشيعة رغم الخلفية العدائية، إلا أن الواقع أظهر العنف. من جهته، أشار مروان الفاعوري، الأمين العام لمنتدى الوسطية بالأردن، إلى أن تراجع التيارات الإسلامية عن المجال الدعوي وتبني التطرف أدى إلى اتجاه لمقاومة الإرهاب بدلا من مواجهة الفقر في المجتمعات والاهتمامات بالمشكلات الحقيقية. وكان شيخ الأزهر فضيلة الدكتور احمد الطيب قد استقبل وفدا يمثل المنتدى العالمي للوسطية برئاسة الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية وعضوية الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري ، والناطق الإعلامي للمنتدى منتصر الزيات وأستاذ التاريخ الإسلامي الدكتور عبد الحليم عويس ورئيس فرع المنتدى في السودان الدكتور الأمير عبد المحمود. شيخ الازهر احمد الطيب وقدم الوفد التهنئة للطيب بتعيينه شيخا للأزهر الشريف ، حيث دار حوار بين الطرفين حول سبل تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف وبين المنتدي العالمي للوسطية في سبيل نشر الفكر الوسطي للإسلام وتوضيح صورة الإسلام الصحيحة أمام الرأي العام العالمي ، هذه الصورة القائمة على التسامح والمحبة وقبول الأخر بعيدا عن التطرف والمغالاة . كما قدم الفاعوري شرحا حول فكرة المنتدى وأهدافه ، مبينا أن نشأته لم تكن كردة فعل على فكر التشدد والمغالاة وإنما جاءت لتبين للناس أن ما يحقق سعادتهم في الدارين هو البعد عن الإفراط والتفريط الذي نهى عنه شرعنا الحنيف وان التوسط سواء كان في الفكر أو السلوك هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه الأمة مما تعانيه من ويلات ابتليت بها. من جانبه رحب الطيب بالوفد مبديا استعداد الأزهر للتعاون مع المنتدى في سبيل تحقيق أهدافه التي هي في نفس الوقت الرسالة السامية التي يسعى الأزهر الشريف لنشرها بين الناس ، مبينا انه ينبغي مراعاة فقه الواقع ومصلحة الأمة عند التعامل مع القضايا التي تهم المسلمين.