افتتح وزير الثقافة حلمي النمنم ، ومحافظ أسوان مصطفى يسري ، مساء اليوم الأحد ، الدورة ال 30 للمؤتمر العام لأدباء مصر "دورة الأديبة الراحلة رضوى عاشور" ، والمقامة في محافظة أسوان من 6 إلى 9 ديسمبر الجاري ، بمشاركة 500 شخصية من رواد الثقافة والمفكرين والأدباء والشعراء . وقال وزير الثقافة - خلال كلمته - " إن مؤتمر أدباء مصر يدفعنا جميعا إلى النظر إلى حال المؤسسات الثقافية والمثقفين في مصر باعتبارهم المقياس لنهضة الوطن وهم ضمير هذه الأمة وخط دفاعها الأول ضد الإرهاب والتطرف والأفكار المغلوطة " .. وتابع " إننا حين ننظر إلى الثقافة المصرية المعاصرة نجد أنها ثقافة حافظت على تاريخ هذا الوطن ودافعت عن مقدساته ووطنيته بل واجهت على مر العصور التشدد والتطرف ، الأمر الذي كلفها شهداء سقطت كان آخرها الكاتب الصحفي فرج فوده " . ووجه نمنم رسالة إلى المثقفين قائلا " إننا نريد ثقافة تهدف إلى إعادة بناء شخصية المواطن المصري وتدافع عنه، كما دافعت عنه في ثورة 30 يونيو وساهمت في إنجاحها ، بعد أن رأت التغيير هو الطريق الوحيد لإصلاح الوطن والحفاظ على هويته الثقافية ". وأشاد بدور المثقفين التنويريين الذين قادوا البلاد خلال الفترة الماضية والذين نجحوا في انتشاله من العنف والإرهاب وكانوا بمثابة الحصن الحصين المساند لدور قواتنا المسلحة في التصدي للإرهاب ، بل أن دورهم امتد ليصل إلى دعم المواطنين في الانتخابات البرلمانية التي انتهت منذ أيام في اختيار من يمثلهم . وأكد وزير الثقافة أن أدباء مصر هم النبع الحقيقي الذي يغذي شريان الثقافة في جميع أنحاء مصر ، كما أنهم الصوت الحر والقوي الذي يعمل دائما على مناهضة ومحاربة الفكر المتطرف والأفكار الهدامة في كافة المجالات ، باعتبار أن الأدب هو الميزان الذي يضبط أخلاقيات المجتمع ويبرز سماته .. مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف إلى النظر لحال الثقافة المصرية منذ تأسيسها على أيد مؤسسها رفاعة الطهطاوي وخاصة أنها كانت دائما ثقافة مقاومة تتطلع للتنوير والتحضر والبناء ومواجهة التشدد وحركات الفكر المتطرف . بدوره ، أكد محافظ أسوان مصطفى يسري - خلال كلمته في المؤتمر - أن الثقافة من أهم عوامل تنمية المجتمعات وتقدم الشعوب ، وهي التي تعكس أهمية القصور والأندية والمكتبات الثقافية المنتشرة في مصر ، والتي تؤدي دورا رائدا في نشر التنوير وثقافة الحوار وترسيخ المفاهيم الإنسانية لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب الممنهج الذي يستهدف حاضر ومستقبل مصر . وطالب يسري من وزير الثقافة ، إقامة مهرجان سينمائي دولي بأسوان العام المقبل ، وخاصة أن لديها المقومات الكفيلة باستضافة هذا الحدث الثقافي الذي يتطلع إليه أبناء المحافظة ، كما أنه سيساهم في الترويج وتنشيط الحركة السياحية، وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه المؤتمر العام لأدباء مصر والذي يتم تنظيمه في أسوان للمرة الثانية بعد مرور 25 عاما . وأضاف محافظ أسوان أن الدولة تعي أهمية الثقافة ودورها الحيوي وخاصة أننا في مرحلة فاصلة من تاريخ مصر الحديث تحتاج فيه للإبداع الراقي النابع من الموهبة الحقيقية والرؤية الثاقبة والقيم الهادفة والتي تفتح معها طاقات النور والأمل في غد أفضل نسعى إليه جميعا ، وستبقى الثقافة والفكر هما ضمير الأمة وبوصلتها نحو المستقبل .. موضحا أن تنظيم هذا المؤتمر الثقافي الحيوي على أرض أسوان هو بمثابة إضافة ثقافية هامة لأنه يضم كوكبة عظيمة من الأدباء والشعراء والنقاد الأجلاء الذين أثروا الحياة الثقافية ليس فقط على مستوى مصر بل وخارجيا ليشكل كل ذلك قوة ناعمة لمصر تعطي لها مقومات الريادة إقليميا ودوليا . من جانبه ، قال الدكتور سيد خطاب رئيس المؤتمر إن المؤتمر سيتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية منها 8 جلسات بحثية و5 موائد مستديرة وورش عمل و13 ندوة ثقافية ، تتناول العديد من الموضوعات والقضايا الثقافية الهامة ، بالإضافة إلى 12 أمسية شعرية و4 قراءات قصصية و4 معارض للكتاب تضم 10 آلاف كتاب ومجلد من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة ، لافتا إلى أن المؤتمر يتضمن أيضا الكثير من الأنشطة الفنية والأفلام التسجيلية والعروض المسرحية والغنائية التي ستجوب بيوت وقصور الثقافة وبعض المدارس بقرى ومدن المحافظة . جدير بالذكر أنه على هامش المؤتمر ، افتتح وزير الثقافة ومحافظ أسوان معرضا للحرف البيئية والذي يعرض العديد من المشغولات اليدوية التي تشتهر بها أسوان ، حيث نظمه نوادي المرأة وقسم التمكين الثقافي لذوى الاحتياجات الخاصة بفرع ثقافة أسوان ، كما تم افتتاح معرض للفنون التشكيلية لمجموعة من فناني أسوان التشكيلين والذي يعرض 30 لوحة زيتية و8 قطع من المنحوتات الخشبية تعبر عن البيئة النوبية والشخصية الأسوانية ، واختتم حفل افتتاح المؤتمر بتوزيع الدروع والهدايا التذكارية للكثير من الأدباء والشعراء والكتاب تقديرا لجهودهم الإبداعية الثرية ونشاطهم المتميز في إثراء الحركة الثقافية .