قررت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي ، تشكيل لجنة رباعية من حكومة الخرطوم والحركة الشعبية - قطاع الشمال - تضم شخصين من كل جانب، حيث تم تسمية كل من ياسر عرمان وأحمد عبد الرحمن من الحركة الشعبية، بجانب جمال عدوي وحسين حمدي من الحكومة السودانية، وذلك بهدف صياغة نقاط النقاش بين الجانبين في مفاوضاتهما الجارية حاليا بأديس أبابا بشأن وقف الحرب في المنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق". وأفاد الموقع الإخباري "سودان تربيون" اليوم الأحد بأن الاجتماع الذي امتد لنحو خمس ساعات حتى ليل أمس، ناقش ردود وفدي الحركة الشعبية والحكومة السودانية على مسودة الوساطة الأفريقية التوفيقية، بعد أن أظهر كل طرف تحفظاته وشواغله حيال الورقة، وأنه من المقرر أن تعود الأطراف للاجتماع مجددا في وقت لاحق اليوم. وقال المتحدث باسم وفد الحكومة السودانية للمفاوضات حسين حمدي - في تصريح صحفي - إن "الوساطة الأفريقية منحت الوفدين ثلاث ساعات لدراسة الورقة التوفيقية وإبداء وجهة النظر حيال بنودها، على أن تعقد جلسة مشتركة بين الوفدين للتداول والنقاش المشترك، مقرونا بما ورد في الاتفاقية الإطارية، وما اتفق حوله في الجولات التفاوضية السابقة". وأضاف أن "الورقة المقدمة من الوساطة زاوجت بين رؤية الحكومة بشأن وقف إطلاق النار الشامل مع بحث القضية في محاورها الأخرى، على أن يبدأ ذلك بوقف العدائيات". وأشار إلى إمكانية حدوث توافق بنسبة 75% خلال الجلسة المقبلة، دون أن يستبعد احتمالات التوافق الكامل خلال المناقشات الوشيكة لترتفع النسبة وتتوج بالتوقيع على اتفاق. وكشف حسين حمدي عن إثارة رئيس وفد الحركة الشعبية ياسر عرمان خلال الجلسة المشتركة تصريح المتحدث باسم الوفد الحكومي، التي قال فيها إن "ورقة الوساطة الأولى تبنت رؤية الحركة الشعبية". وأفاد بأن عرمان حاول تجريم وفد الحكومة، ولكن مساعد الرئيس السوداني رد عليه بتأكيد أن التصريحات مثار النقاش لم تتعرض بالطعن أو الإساءة للآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وإنما تطرقت لمحتوى الورقة المقدمة من الآلية بأنها متقاربة مع رؤية الحركة. وطبقا للمتحدث، فإن رئيس وفد الحكومة السودانية لفت إلى أن تلك الاعتراضات كانت ستكون مقبولة إذا صدرت من الوساطة الأفريقية، "لكن أن ينصب عرمان نفسه محاميا للآلية الأفريقية فهذا ما لا نقبله".