جاء حادث الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء كالصاعقة على قطاع السياحة، لا سيَّما في مدينة شرم الشيخ، التي أظهرتها تقارير إعلامية خاليةً من السياح. الأزمة تجلَّت بوضوح عقب قرار بعض الدول الأوروبية بتعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ وإجلاء رعاياها من هناك، على خلفية حادث الطائرة الروسية المنكوبة بوسط سيناء، وهو الحادث الذي وقع في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وأسفر مع مصرع 224 شخصًا، وهو ما أعقبه جهاز الأمن الروسي، بعد نحو ثلاثة أسابيع بإعلانه العثور على آثار متفجرات في حطام الطائرة المنكوبة، ما يعني أنَّ الحادث "إرهابي". وفي وقت الخوف على السياحة في شرم الشيخ والمحاولات الحكومية لجذب السياح بشتى الطرق وتأكيد أنَّ كافة المطارات مؤمنة بشكل تام، جاءت نظرة على الوضع في محافظة الأقصر والوضع السياحي الراهن بها، وتداعيات المشهد الحالي على الحركة هناك. افاد سمير إسحاق الأمين العام لغرف المنشآت الفندقية في تصريح له، عن أزهى السنوات التي مرَّت على السياحة هناك قبل ثورة 25 يناير، قائلاً إنَّ فنادق الأقصر كانت تشهد حجوزات قبل أعياد "الكريسماس" بعام من كثرة الوافدين، وتسجِّل أعلى نسبة إشغال يزيد عن 100% وبخاصةً في مثل هذه المواسم، لافتًا إلا أنَّه يمكن المقارنة بين الوضع الحالي والوضع فيما قبل الثورة. وأضاف: "ما تمر به المحافظة من كساد سياحي في الوقت الحالي هو بسبب ما يمر به الشرق الأوسط عامة، وما تمر به مصر خاصة، رغم تمتع الأقصر بالأمن وإشادة الوفود التي تأتي من كافة الدول بمدى الأمان، ويمكننا القول أيضًا أنَّ الأقصر تضرَّرت بشكل أو بآخر من إقبال المواطنين على شرم الشيخ للوقوف بجانبها في أزمتها الأخيرة والدعوات الحكومية لزيارة مدينة السلام". ثروت عجمي المستشار السياحي لغرفة شركات السياحة بالأقصر وأسوان أوضح أنَّ عدم الإهتمام الجيد من قبل الحكومة بمحافظة الأقصر جعلها أكثر تأثرًا من بين المحافظات السياحة، حيث تمتلك الأقصر مقومات أكبر بكثير لاحتوائها على ثلث آثار العالم، متوقعًا استمرار ضعف الإقبال في هذا الموسم وبخاصةً بعد اتجاه الحكومة لتنشيط السياحة الداخلية ولفت الأنظار لمدينة شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية، مطالبًا بضرورة وضع برنامج جيد بعيدًا عن المبادرات التي أطلقتها دون فائدة تعود على أهالي المحافظة أو منشآتها.