بشكيك: أعلنت الحكومة القرغيزية المؤقتة الأربعاء الحداد على أرواح ضحايا الإشتباكات العرقية التي شهدتها المناطق الجنوبية منذ يوم الجمعة الماضي. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان إن اعمال العنف في قرغيزستان اسفرت عن "مئات القتلى" وذلك استنادا الى معلومات حصلت عليها من فرقها على الارض ، في حين بلغ العدد الرسمي للضحايا 179 قتيلا. ومن جانبها ، قالت مفوضية الاممالمتحدة للاجئين ان ربع مليون شخص فروا من منازلهم في جنوب جمهورية قرغيزيستان بسبب العنف العرقي بين الاوزبك والقرغيز. وأعلنت الاممالمتحدة انها بصدد ارسال خمس طائرات الى جمهورية اوزبكستان تحمل 800 خيمة يوم الاربعاء، تليها خمس طائرات تنقل امدادات اغاثة الى نحو 75 الف شخص نزحوا من قيرغيزستان. كما اعربت الاممالمتحدة عن قلقها من الانباء التي تحدثت عن عمليات اغتصاب وقتل مما ينذر باتساع اعمال العنف الى دول مجاورة في آسيا الوسطى ما لم تتم السيطرة على الاوضاع ويتم استعادة الامن والقانون. ووصفت المنظمة الدولية الاوضاع في مدينتي اوش وجلال آباد بانها "صعبة مع استمرار قتال متفرق وهجمات تستهدف المدنيين بمن فيهم الاطفال والنساء". وقال نافي بيلي، مفوض الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان، إن ثمة أدلة تفيد بارتكاب أعمال قتل عشوائية، لا ينجو منها حتى الأطفال، بالإضافة إلى جرائم الاغتصاب. كما قالت روسيا إنها سترسل 130 طنا من المواد الغذائية والأغطية على متن 3 طائرات ستنتطلق اليوم الى المناطق المتضررة في قرغيزيا. من جهة اخرى افادت الانباء ان مكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف قد تقدم بطلب لجوء سياسي في بريطانيا بعد وصوله الى مطار فارنبورو على متن طائرة خاصة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه سيظل قيد الاحتجاز من قبل الشرطة البريطانية الى ان يتم البت في طلبه. وتتهم الحكومة القيرغيزية الانتقالية مكسيم بتمويل الاضطرابات وقالت انه صرف ملايين الدولارات لهذا الغرض و تقدمت بطلب رسمي الى الحكومة البريطانية لتسليمه اياه. ونفى الرئيس المخلوع ضلوعه في اثارة هذه الاضطرابات ودعا فى مؤتمر صحفى عقده فى روسياالبيضاء حيث يوجد حاليا الى احلال السلام بين الاوزبك والقيرغيز. يُذكر أن أقلية الأوزبك في قرغيزستان تشكِّل حوالي 15 بالمائة من سكان الجمهورية السوفياتية السابقة، والبالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة. هذا ومن غير المعلوم حتى الآن السبب الذي أدَّى إلى اندلاع هذه الموجة من المواجهات بين الجانبين، والتي تأتي بعد شهرين من الإطاحة بالرئيس باكييف في انتفاضة دامية. وقد وقف اغلب الاوزبك الى جانب الحكومة الانتقالية فيما يعتبر جنوب البلاد معقل انصار الرئيس المخلوع.