قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نتيجة الانتخابات التي جرت الأحد والتي استعاد فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته في البرلمان أظهرت أن الشعب اختار حماية مناخ الاستقرار والثقة، فيما أكد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، عزم حزبه العمل خلال الفترة المقبلة، من أجل "تأسيس دولة تركيا جديدة تتمتع بالقوة والتقدم، وخالية من كافة أشكال الإقصاء والاستقطاب والعنف والفوضى والإرهاب". وقال أردوغان في بيان عبر البريد الالكتروني إن أهم رسالة من هذه النتيجة كانت لحزب العمال الكردستاني بأن"العنف والتهديدات وسفك الدماء لا يمكن أن تتعايش مع الديمقراطية وسيادة القانون." وتحارب قوات الأمن التركية مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية في تصعيد جديد للعنف بعد انهيار وقف لإطلاق النار في يوليو تموز. وبمناسبة فوز حزب "العدالة والتنمية" بالانتخابات النيابية المبكرة التي جرت أمس الأحد، بنسبة كبيرة تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، أكد رئيس الحكومة في كلمة ألقاها من شرفة مقر حزب الذي يترأسه، بالعاصمة التركية أنقرة، أن "بلاده ستواصل العمل من أجل رفع صوت الحق، والوقوف بجانب المظلومين في كل مكان". وتعهد داود أوغلو في خطابه "بمواصلة التقدم بشكل يتناسب مع الآمال والتطلعات التي علقها علينا من انتخبوا حزبنا، وغيرهم ممن لمن ينتخبونا وسنواصل الرقي والاستقرار من أجل رفعة البلاد"، مضيفًا "ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر لجميع أبناء الشعب التركي". وتابع قائلًا "سننأى بتركيا بعيدًا عن كافة أشكال الصراعات والمصادمات"، موضحًا أن "هذا الانتصار لكافة أبناء الشعب التركي، بموظفيهم ومعلميهم ونسائهم ورجالهم وشيوخهم وأطفالهم، انتصار ل78 مليون تركي، وليس لأنصار حزب واحد فقط". وشدد رئيس الحكومة على أن "تركيا ستكون أكثر قوة وأكثر رحمة، ستتخلص بكل تأكيد من لغة العنف والكراهية، نحن في طريقنا للحرية بما تملكه بلادنا من ديمقراطية، سنواصل طريق التقدم والتطور". وذكر أن "هذه الانتخابات ليس فيها خاسر، والفائز هو تركيا وشعبنا وديمقراطيتنا، الفائز هم الفقراء والمظلومون، ومن لا مأوى لهم، النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات، انتصار للسلام والاستقرار والعدالة، وليكن الشعب مطمئنًا، فالرسالة التي تلقيناها منه، سيجد أثرها خلال السنوات الأربع القادمة". من جهته قال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، في أول تعليق له بعد صدور النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات البرلمانية التركية، التي جرت أمس الأحد، إن "مسؤوليتنا (الشعب الجمهوري) ازدادت أكثر، على ضوء المشهد الحالي، كأكبر أحزاب المعارضة ومع تراجع أصوات بقية الأحزاب المعارضة". وخلال تصريح للصحفيين في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد، في مقر حزبه بالعاصمة أنقرة، أضاف قليجدار أوغلو أن "حزبه يرغب بتحقيق ديمقراطية قوية وراسخة في تركيا، وقوانين فعالة". وأكد قليجدار أوغلو، أنه "يحترم الإرادة الشعبية وما أفرزته من نتائج الانتخابات كما احترمها في الانتخابات التي جرت في 7 يونيو/حزيران الماضي". من جانبه أكد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، أن "حزبه حقق نصرًا رغم تراجع عدد الذين صوتوا له بمعدل مليون شخص، مقارنة بانتخابات 7 حزيران/يونيو الماضي". وأشار دميرطاش أنَّ "حزبه تعرض ل"مجازر" (في إشارة إلى تفجيري سوروج وأنقرة) إلا أنه بقي صامدًا"، قائلاً "رغم أننا تعرضنا لذلك، ولم نتمكن من إجراء حملات انتخابية إلا أننا حصلنا على نحو 11 بالمئة من الأصوات". الحركة القومية وبدوره أصدر زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، بيانًا جاء فيه "يؤكد الحزب أنَّه سيظل متمسكًا بمبادئه وأولوياته تجاه الوطن والشعب التركي، وأنه سيناضل من أجل إحقاق الحق في تركيا". وأوضح بهجلي أنَّ "حزبه تعرض لمؤامرات استطاع أن يتصدى لها"، لافتًا "رغم العدد القليل لنوابنا في البرلمان إلًا أنَّنا نجحنا من جديد، في الحصول على حق التمثيل فيه". وأمس الأحد، شهدت تركيا إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لجأت إليها الدولة، بعد فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي، التي لم يفز فيها أي حزب بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً. وأظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في تركيا أمس الأحد، تحقيق حزب "العدالة والتنمية" فوزًا كبيرًا. وبعد فرز 99.58% من الصناديق، وصلت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأسه، أحمد داود أوغلو، إلى 49.41%، حاصلًا على 316 مقعدًا في البرلمان، مما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو/ حزيران الماضي. وحصل حزب "الشعب الجمهوري"، برئاسة كمال قليجدار أوغلو، على نسبة 25.38%من الأصوات (134 مقعدًا). وحصل حزب "الحركة القومية" برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.93% من الأصوات (41 مقعدًا). بينما حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" بزعامة صلاح الدين دميرطاش على 10.70% من الأصوات (59 مقعدًا). وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات.