بينما تزداد وتيرة التنافس الأمريكي الروسي، لكسب حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) "PYD"، (الامتداد السياسي لمنظمة بي كا كا في سوريا)، إلى صفوفهما، يحاول الأخير انتهاز هذا التنافس لكسب أكبر دعم ممكن من الطرفين،الأمر الذي سيجلب ردود الأفعال التركية، في حال تجاوز الاتحاد الديمقراطي للخطوط الحمراء لها، والتي تتمثل بامتداد الأول نحو غرب نهر الفرات،(شمال). اتخذ حزب الاتحاد الديمقراطي، نهجًا مخالفًا لبقية مكونات الشعب السوري، واعتبر ثورته ضد النظام، "حرب العرب بين بعضهم"، وسارع في تقوية ركائزه السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، تحسبًا منه، لظهور قوى محلية أخرى، مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد. وبنى علاقاته مع القوى الداخلية والخارجية، من منطلق مدى دعم هذه القوى لإنشاء إدارة ذاتية في مناطق توزع الأكراد في سوريا، ومنها نشأت علاقته مع النظام السوري، الداعم له في هذا الإطار. ومع صعود ردود الأفعال الدولية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، تحولت ذريعة محاربته للتنظيم، أداةً لإضفاء الشرعية الدولية عليه، وتلقي المزيد من الدعم العسكري والمادي. ومن هنا نتجت العلاقة الوثيقة والحلف العميق بينه وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي دعمته بشكل كبير في عمليات التحالف الدولي ضد داعش في عين العرب "كوباني"، العام الماضي. وضمن هذا السياق، جاءت كلمة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في الثالث من الشهر الحالي، حيث أكد عزم أمريكا على تعميق العلاقات مع المجموعات الكردية في سوريا، بعد فشل برنامج تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة ضد داعش. أما من الجانب الروسي، فقد أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحزب الاتحاد الديمقراطي، إلى جانب النظام السوري، في محاربة داعش، وذلك في الكلمة التي ألقها في مجلس الأمن للأمم المتحدة، قبل بدء القصف الروسي على سوريا، بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر الحالي، أي قبل يومين فقط. بعد 11 يومًا من القصف الروسي، التقى ممثل بوتين في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومساعد وزير خارجيته، مخائيل بوغدانوف، بالرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، في باريس، وبحثوا فتح مكتب لهم في موسكو، فضلاً عن مواضيع استراتيجية أخرى. . ويهدف الاتحاد الديقراطي إلى تعزيز علاقاته مع روسيا، مع الحفاظ على التعاون والتنسيق الاستراتيجي مع الأمريكيين، راميًا منها استخدام الطرفين كورقة رابحة أمام الأخرى، بالتالي تعزيز مكانته لدى الطرفين. لا شك أنه أمام الدعم العسكري الذي سيقدمه الروس للاتحاد الديقراطي، سيطلب منه الأول، شن هجمات ضد المعارضين السوريين في جبهات حلب وعفرين (شمال)، لإزالة عوائق تقدم قوات الأسد في تلك المناطق، لكن تحالفه مع الأسد في محاربة معارضيه، يمكن أن يؤدي فقدان ثقة واشنطن به. ومن خلال هذه العلاقات الوطيدة، مع موسكووواشنطن، يحاول الاتحاد الديقراطي، إنشاء إدارة ذاتية، والتمدد للمناطق الكردية، على طول الحدود السورية التركية، دون الوقوع بعائق التدخل التركي ضده. أما عن الموقف التركي، فجاء على لسان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الذي أكد أن الطائرات الحربية التركية، قصفت مرتين مواقع تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأنهم لن يسمحوا له بالامتداد نحو غرب نهر الفرات. كما شدد أن بلاده لن تسمح بوجود كيانات معادية لها على حدودها من الجانب السوري، سواء كانت معسكرات بي كا كا الإرهابية في شمالي العراق، أو حزب الاتحاد اليمقراطي، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية (YPG).