فيينا : يبدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتبارا من اليوم الخميس في فيينا النظر في عدة ملفات ابرزها الملف النووي لكل من ايران وسوريا ومدى التزام البلدين بمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية. ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن دبلوماسيين في فيينا بانه لاتزال هناك انقسامات بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى بشان كيفية التعامل مع ايران خاصة وذلك بعد ان اظهر تقرير للمدير العام للوكالة وزع الاسبوع الماضي وجود ابعاد عسكرية محتملة في برنامج ايران النووي رغم نفي طهران المتكرر لذلك.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اتهمت طهران في تقريرها الاخير بانها لا تبدي التعاون اللازم بشأن عدم تنفيذ البروتوكول الاضافي الخاص بها ووقف انشطة تخصيب اليورانيوم اضافة الى توضيح الدارسات العسكرية المزعومة ما يجعل الوكالة غير قادرة على تقديم ضمانات موثوقة حول عدم وجود مواد وانشطة نووية غير معلنة في ايران وبالتالي اعلان ان جميع المواد النووية في ايران تندرج في نطاق الانشطة السلمية فقط.
وتحاول الدول الغربية اقناع روسيا والصين بالانضمام الى مشروع قراري قيد التداول حاليا يوصي بممارسة مزيد من الضغوط على ايران لكن احالة ملف طهران النووي مجددا الى مجلس الامن بغية فرض مزيد من العقوبات الدولية على طهران لن يتحقق في حال استمرار معارضة بكين وموسكو هذا التوجه الغربي.
واشار الدبلوماسيون الى ان احتمال التوصل الى موقف مشترك بشان قرار "واسع" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتمد على ما يتفق عليه الامريكيون مع الروس.
وتعد روسيا واحدة من مجموعة الدول الست الكبرى الى جانب الولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا التي تحث ايران على ابداء قدر اكبر من الشفافية بخصوص برنامجها النووي لكنها تتبع اسلوبا لينا وتعاونت مع الصين بغية التخفيف من قرارات سابقة اصدرها مجلس الأمن بفرض عقوبات.
وتقول روسيا ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير لا يشمل اي ادلة جديدة وانه تم استغلاله للاضرار بمساعي التوصل الى حل دبلوماسي للازمة النووية التي يخشى ان تتحول الى صراع اوسع نطاقا في المنطقة.
ويبدو ان الروس مستاؤون من الملحق التابع لتقرير الوكالة الذي تحدث عن معلومات تحظى بالمصداقية تزعم العمل في مفجرات للقنبلة الذرية ومحاكاة عمليات تفجير بالكمبيوتر.
لكن دبلوماسيين غربيين آخرين قالوا ان روسيا مازال لديها مخاوف بشأن طبيعة البرنامج النووي الايراني حتى اذا كانت تختلف بشان افضل السبل للتعامل مع هذا النزاع.
وتعتزم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تشديد العقوبات على ايران حتى على الرغم من ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قرروا يوم الاثنين الماضي الانتظار حتى اجتماعهم القادم في الاول من ديسمبر المقبل قبل اتخاذ المزيد الاجراءات.
وعلى صعيد اخر، ينتظر ان يطلع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اليوم الدول الاعضاء في الوكالة على نتائج زيارة وفد الوكالة الى دمشق اخيرا رغم ما تردد عن فشل هذه الزيارة في حل القضايا العالقة المتصلة بموقع "دير الزور".
وسيعرض المدير العام للوكالة الذرية في بيانه أمام مجلس محافظي الوكالة نتائج محادثات نائب المدير العام للوكالة لشؤون الضمانات والتفتيش هيرمان نيكرتس مع المسؤولين السوريين في دمشق نهاية شهر أكتوبر الماضي.
وكان دبلوماسيون غربيون في فيينا كشفوا عن ان مهمة الوفد لم تكلل بالنجاح حيث عارضت سوريا قيام مفتشي الوكالة بزيارة ثانية للموقع الذي تصفه دمشق بانه كان منشأة عسكرية قيد الانشاء عندما قصفته الطائرات الحربية الاسرائيلية عام 2007 .
ويتوقع ان تزيد الدول الغربية من ضغوطها على سوريا لكشف طبيعة هذا الموقع في وقت تعاني فيه دمشق من تزايد عزلتها الدولية بعد صدور قرار تجميد عضويتها في الجامعة العربية يوم السبت الماضي.