واصلت أسعار الدولار فى السوق الموازية صعودها القياسى وسط ندرة فى العملة الخضراء بالسوق، فى أعقاب تخفيض البنك المركزى المصرى للجنيه بنحو 20 قرشاً أمام الدولار خلال جلستى عمل الخميس والأحد الماضيين ليصل إلى 7.98 جنيه للشراء و8.03 جنيه للبيع. وكانت توقعات خفض الجنيه أمام الدولار خلال الشهر الماضى قريبة جدا من الواقع بعد اتباع البنك المركزى المصرى هذا الأسلوب للمحافظة على سوق الصرف والمساواة بين السوقين "الرسمى وغير الرسمى" وتهدئة كفتى العرض والطلب وطرح العديد من العطاءات إلا أن تردى الحالة الاقتصادية وزيادة الطلب خاصة من قبل المستوردين، أوجد بيئة خصبة لتلاعب التجار والمضاربين بالرغم من زيادة الاحتياطى النقدى لمصر بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى بدعم الودائع الدولارية العربية إلا أن تراجع الاحتياطى الأجنبي مؤخرا وتسديد مصر لبعض الالتزامات من الديون زاد من الأمر سوءً. وكان مصرفيون أكدوا ان عملية خفض الجنيه المصرى أمر لا محالة وهى خطوة تأخرت كثيرا إلا أن معالجة الأمر تحتاج الى جذب الاستثمارات وزيادة الإنتاج وتشغيل المصانع والتصدير وبالتالى زيادة الموارد من النقد الأجنبي. وقال مصادر بشركات الصرافة إن سعر الدولار سجل مستوى 8.48 جنيه بالنسبة للشراء ونحو 8.55 جنيه للبيع فى السواق الموازية، لافتين الى ان الدولار أصاب السوق ب«السُعار». وأشاروا إلى أن حمى الشراء انتقلت إلى مختلف العملات، حيث فضل كثيرون القيام بشراء العملات الأخرى بخلاف الدولار بهدف المضاربة عليها من جهة أو خشية ارتفاع أسعارها من جهة أخرى. وقال مسئول بإحدى شركات الصرافة، أن السوق شهد اليوم حالة جديدة من الذعر والارتباك، والتكالب على شراء الدولار من جانب المستوردين والمواطنين أيضا. وأوضح أن ما ساهم في ارتفاع الدولار إلى هذا المستوى، هو ندرة المعروض منه وتوقف حائزيه عن التفريط بما لديهم من الدولار والانتظار لوضوح الرؤية حول الأسعار. وأضاف أن ندرة الدولار بالسوق دفعت من يبحثون عنه لشراء أي عملات أخرى مثل اليورو والإسترلينى وحتى العملات العربية، موضحا أن الحمى الشرائية لجميع العملات، أدت إلى ارتفاع أسعارها بالسوق السوداء، لدرجة أن سعر بيع اليورو وصل إلى 9.60 جنيه والريال السعودي إلى 2.22 جنيه. وأوضح أن ارتفاع الدولار في السوق الرسمي بنحو 20 قرشا خلال 4 أيام، خلق نوعا من التخوف لدى حائزي الدولار، خشية مزيد من الارتفاع في أسعاره من ناحية، وقلق لدى المستوردين وطالبي الدولار، وتهافتوا على شراء الدولار خوفا من موجة جديدة من الارتفاع خلال الأيام المقبلة. وحذر من استمرار هذه الموجة التصاعدية فى سعر الدولار، والتى قد تغرى المواطنين للاتجاه للدولرة، والتخلي عن ودائعهم من الجنيه المصرى لصالح الدولار الأمريكى. وأشار إلى أن هذا الارتفاع المتواصل يتطلب حزمة من الإجراءات المساندة لتضييق الفارق بين سعر السوقين الرسمى وغير الرسمى. وتراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري نحو 1.76 مليار دولار، ليصل إلى 16.33 مليار دولار، ليسجل أدنى مستوى له منذ وصول الودائع العربية أبريل الماضي، عقب الانتهاء من مؤتمر «مصر المستقبل» الذي أقيم بمدينة شرم الشيخ مارس الماضي.