أنقرة: تتجه الأزمة بين تركيا وإسرائيل إلى مزيد من التصعيد مع إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده لن تعتذر لأنقرة بعد الهجوم على "أسطول الحرية" ، فيما هددت أنقرة بتوسيع الحظر الجوي التي تفرضه على الطائرات العسكرية الاسرائيلية. وذكرت مصادر تركية رفيعة المستوى أن أنقرة تدرس اتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل التي رفضت الاعتذار وتعويض ضحايا الهجوم على سفينة مرمرة التركية نهاية مايو/أيار الماضي ، حيث ستوسّع الحظر الجوي التي تفرضه على الطائرات العسكرية الاسرائيلية ليشمل الطائرات التجارية. وكانت أنقرة وضعت خمسة شروط لتحسين العلاقات مع تل أبيب وهي الاعتذار عن الهجوم على أسطول الحرية، والتعويض على الضحايا، وإعادة السفن وتشكيل لجنة تحقيق دولية، ورفع الحصار عن غزة. وكان نتنياهو قال أمس في مقابلة مع القناة العامة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان: "اسرائيل لا يمكنها الاعتذار لان جنودها اضطروا الى الدفاع عن انفسهم للافلات من عملية ضرب حتى الموت من جانب حشد". واضاف: "نأسف لسقوط ضحايا بشرية". وجاءت تصريحات نتنياهو بعد يومين من محادثات سرية اجراها وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ووزير الخارجية التركي احمد داود اوجلو في بروكسل لخفض حدة التوتر بين البلدين. وقال نتنياهو تعليقا على اللقاء "أنه مهم بحد ذاته. من المهم لتركيا ولاسرائيل على حد سواء عقد اجتماعات كهذا لمنع تدهور العلاقات بينهما". في سياق متصل ، كشفت مصادر تركية مطلعة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال لقائهما الأخير من أن لجنة التحقيق الدولية التي تطالب بها أنقرر فيما يخص الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية قد تكون سلاح ذو حدين. ونقلت جريدة "الحياة" اللندنية عن المصادر التركية التي لم تسميها قولها: "إن الرئيس أوباما قال لرئيس الوزراء رجب طيب أردوجان إن التحقيق الدولي الذي تطالب به أنقرة بشأن الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة قد يوجه اتهاماً أو لوماً إلى بعض المشاركين الأتراك في رحلة السفينة وأن على تركيا أن تعي أن طلبها هذا قد يكون سلاحاً ذا حدين".