سوء الحالة الجسدية والنفسية من أعراض نقص النوم التي تظهر سريعا، لكن استمرار المشكلة قد يؤدي لمشاكل صحية وخيمة، ويخطيء بعض الناس في تقييم عمق نومهم نتيجة لبعض الأفكار الخاطئة أو بسبب عادات يومية تصعب منه. وتؤدي اضطرابات النوم الحادة أو المتوسطة حسب "DW" للشعور بالتعب والتوتر والضعف العام وعدم الشعور بالارتياح وتراجع العلاقات الاجتماعية، ورصدت دراسة أجريت بجامعة نوفوسيبيرسك الروسية، مجموعة من التبعات الخطيرة والتي تضاعف معدلات الإصابة بالسكتة القلبية، ونصح القائمون على الدراسة وفقا لموقع مجلة "فوكوس" الألمانية، بوضع تلك الاضطرابات ضمن قائمة المخاطر الكبرى على الصحة كالتدخين ونقص الحركة وسوء التغذية. وتشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على القدر الكافي من النوم أكثر عرضة للوفاة المبكرة. ويرجع الخبراء هذا الأمر إلى أن الاضطرابات تتسبب عادة في الإصابة بالسمنة والسكري وزيادة ضغط الدم كما تزيد فرصة التعرض للاكتئاب. من أهم مشكلات الأرق هو أن الكثير من الناس يفتقدوا القدرة على تقييم ساعات وعمق نومهم بشكل دقيق، وأظهرت دراسة ألمانية أجريت في جامعة لايبزيغ على عشرة آلاف شخص، أن نحو 40 % لم يقيموا الحالة بالشكل السليم، بالإضافة إلى اعتقادهم بأن كل إنسان بوسعه النوم لثمان ساعات أو أكثر، ويوضح الخبراء أن عدد الساعات يختلف من شخص لآخر، فكبار السن يكفيهم ست ساعات يومياً. ومن ضمن المعلومات الخاطئة المنتشرة عن جودة النوم، هو أن الشخص لا يجب أن يستيقظ مطلقا أثنائه، ويؤكد الخبراء أن كل شخص يستيقظ ليلا بل وأكثر من مرة هو أمر طبيعي، لكن المشكلة تظهر عندما لا يستطيع الإنسان العودة له مرة أخرى بعد الاستيقاظ. حالات لا تستوجب القلق يتطلب النوم الجيد حالة من الاسترخاء، فرغم أن الفكرة السائدة لدى البعض أن يوم العمل الشاق يساعد على النوم سريعا، إلا أن التوتر الشديد خلال اليوم يعيقه عند معظم الناس. ويعتبر التعرض لاضطرابات النوم بين الحين والآخر، من الأمور التي لا تستوجب القلق، كما يوضح تقرير "فوكوس". أما في حال استمرار الاضطراب فيجب استشارة الطبيب لبحث الأسباب العضوية المحتملة والتي تتنوع بين مشكلات في الأنف والأذن والحنجرة أو اضطرابات الغدة الدرقية أو الجهاز العصبي. وتساعد بعض العادات في الحصول على نوم هادئ أهمها تحديد موعد ثابت ومحاولة الالتزام به يومياً، ويساعد الإكثار من الحركة خلال اليوم في تسهيل النوم خاصة مع الامتناع عن تناول المنبهات في المساء وتناول وجبة عشاء خفيفة قدر الإمكان. ويحذر الخبراء من وجود شاشة تليفزيون أو كمبيوتر في غرفة النوم والبعد عن كافة مصادر الضوء، لاسيما ضوء الهاتف المحمول، أما بالنسبة لمن يعانون من الاستيقاظ في ساعة مبكرة من الصباح، فينصحهم الخبراء بعدم محاولة النوم مرة ثانية بل الاستيقاظ والانشغال بعمل ما، مع الامتناع عنه خلال الظهيرة لأن هذا يسهل النوم الهادئ والطويل في الليلة التالية.