لا يوجد فى العلاقات السياسية الدولية معونات لسواد العيون ولا قروض لعمل الخير ولا هبات لوجه الله الكريم. لكن هى المصالح والمصالح فقط. حيث لا يوجد بلد فى العالم على مدى التاريخ يمكن ان يبنى بلداً اخر . ولكن من يبنى البلد هم ابناؤه المخلصون بعرقهم وانتاجهم . ولذا فيخطئ من يتصور ان امريكا تساعد مصر لاجل سواد عيونها او انها وقعت فى غرامها . فما يسمى بالمعونات الامريكيه . سواء كانت عسكرية او مدنية قد بدأت فى التدفق بعد اتفاقية السلام مع اسرائيل . وبعد ان تخلت النظم المصرية العميلة عن دورها العربى والاقليمى حتى يتسنى لامريكا ولاسرائيل الهيمنة على المنطقة . وكان هذا هو المقصود من تلك الاتفاقية مع استبدال العلاقات المصرية العربية بعلاقات مصرية صهيو – امريكيه هدفها الاول والاخير هو حماية المصالح الاستراتيجية الامريكية فى المنطقة . مع لعب ذلك الدور الحقير لحماية المصالح الاسرائيلية فى مواجهة الفلسطينيون والمقاومة الفلسطينية .حتى اطلق الاسرائليون على مبارك انه الكنز الاستراتيجى لهم. فى الوقت الذى كانت ومازالت تذهب النسبة الاكبر من تلك المعونة الامريكية الى امريكا ذاتها حيث يتم تحديد المشروعات – وهذا هو الاهم – التى تهدف الى اختراق المجتمع المصرى سياسيا واجتماعياً وثقافياً وهو الاخطرذلك بتسويق النموذج الامريكى وهو اخطر انواع الاستعمار كما يتم تحديد المشتروات الامريكية التى يتم شحنها على سفن امريكية مع وجود هيئة المعونة الامريكية بالقاهرة والتى يوجد بها اكبر عدد امريكيين فى اى مؤسسة امريكية فى العالم والتى تفوز باغلبية الكعكة الامريكية تحت مسمى الاستشارة . فيتم الخضوع لامريكا سواء عن طريق الاعتماد على تلك المعونة التى تصاحبها المشروطيات الامريكية كل عام فيما يسمى بتمويل جمعيات العمل الاهلى وغيرها من شخصيات وهم الذين يلعبون دورا اميريكياً صريحا واضحا وضوح الشمس لصالح امريكا ناهيك عن التدخل المباشر فى الشأن المصرى بلا مواربه . فلا نعلم باى حق تتجول السفيرة الامريكية فى البلاد طولاً وعرضاً تحت ادعاء متابعة مشروعات المعونة والاخطر هو تمويل منظمات العمل الاهلى التى وصل عددها الى 75 منظمة و40 شخصية بما يعادل مليار جنية مصرى وذلك بعد ثورة يناير فقط واخيراً قد اكدت السفيرة الامريكية على دعم بلادها لمصر بتقديم 330 مليون دولار مساعدة لدعم مصر اقتصادياً وذلك فى اجتماعها مع نائب رئيس الوزاراء ووزير المالية الذى ذهب اليها للسفارة مع ان منصبة لا يجعلة ان يقبل مقابلة السفيرة هكذا . والاهم ان هذا الاعلان للمساعدات يأتى بعد مرور اقل شهر على خفض التصنيف الائتمانى لامريكا بعد تفجير ازمة الدين الامريكى الذى يعادل 8700مليار جنية مصرى حتى وصل بها الحال حتى تقدمت بضمانات وكفالات للدائنين للصبر عليها للسداد واستمرار اقراضها خلال الفترة الحالية. وقد وصلت الامور الى ان الحكومة الامريكية لن تتمكن من سداد رواتب موظفيها الشهر الماضى الا بعدما رفعت سقف الدين الامريكى للسماح بزيادتة ل16 تريليون دولار حتى يتثنى لها الاقتراض سداداً للمستحقات التى عليها . ولذا فقد وصل الدين الامريكى الى 97 % من الناتج المحلى اى الوصول الى مرحلة التأكل الحقيقى للناتج. ولذا فهل يتصور عاقل وفى ضوء تلك الظروف الاقتصادية الامريكية الكارثية ان تساعد امريكا مصر ؟ فالاولى ان تساعد نفسها . فهل ونحن فى مرحلة تحديد الهوية لنا ان نسأل ماذا قدمت امريكا لمصر عبر معوناتها ؟ فلماذا لم تقدم هذة المعونة فى القطاعات الانتاجية ؟ ولكنها تركذ على تقديمها لبناء افكار وتوجهات سياسية او اجتماعية معينة . فهى لا تناسب مجتمعنا المصرى . فهل يجوز ان نقبل تلك المعونات الموجهه والا فما هو الجديد بعد ثورة يناير ؟ وهل مازالت مصر هى نفسها مصر مبارك بعد الثورة ؟.