قد يتسبب الابتلاء في تغيير مسار الإنسان ، ليوجهه إلى طريق آخر ، يخدم به نفسه وينفع به من حوله ، والأمومة دافع قوي لكل أم للبحث عن حلول ومواجهة الأزمات بكل شجاعة وإصرار ، وهذا ما حدث مع السيدة رشا أنور مديرة مركز "ارلن مصر". رشا أنور لم تتخصص في دراسة الطب أو البحث العلمي ، ولكنها كانت تعمل في مجال الإستثمار والبورصة وحسابات البنوك ، وبعد الزواج وإنجاب طفلها الأول تغير مسار حياتها ، بعد أن لاحظت صعوبات طفلها في التعلم وحساسيته تجاه الإضاءة القوية وميله إلى الجلوس في الضوء الخافت ، وإصابته والصداع وألم في العين ، وبالرغم إن الفحوص الطبية للعين لم تثبت إصابة ابنها بأي مرض عضوي إلا أنها ظلت تبحث إلى أن اكتشفت حقيقة الإصابة بمتلازمه إرلن. متلازمة إرلن أو متلازمة الرؤية الليلية وهي نوع لوصف الحساسية لبعض الأطوال الموجية للضوء التي تتداخل مع معالجة الرؤية ، وهي اختلال وظيفي في الإدراك يؤثر على قدرة الطفل على الرؤية بوضوح، وينجم عنها صعوبات في القراءة، ويواجه الطفل مشكلة مع مصادر الضوء من جهة والصفحات المطبوعة بالأبيض والأسود بشكل خاص من جهة أخرى ومع الضوء القوي يحدث تداخلاً لدى الطفل يجعله يرى الصفحة مشوهه في الإضاءة القوية أو عندالقراءة تحت الضوء الأبيض. استطاعت رشا أنور أن تبحث عن كل مايخص متلازمة إرلن ، ووجدت أن الأردن لديها مركز متخصص في علاج هذه الحالات ، ولم تفكر لحظة في الانطلاق بابنها إلى الأردن للمتابعة ومساعدة الأمهات اللاتي لديهن تجارب مشابهه في مصر ، وسرعان ما تبنت حمله توعية هي الأولى من نوعها في مصر بعد أن حصلت على دورة تدريبية للتاهيل في الأردن ، وحازت على موافقة معهد إرلن لمساعدة الأطفال المصابين بالمتلازمة في مصر. وخلال وقت قصير استطاعت رشا أنور أن تقوم بحملات توعية في المدارس والمراكز والنوادي ، ودشنت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وأسست مركز إرلن مصر ، لتكون بذلك أول فاحصة معتمدة في مصر من معهد ارلن بالولايات المتحدةالأمريكية. كما تمكنت من إنشاء مؤسسه للتبرع لعلاج حالات غير القادرين مجاناً ، والآن يتردد على المركز حالات من جميع الفئات العمرية ، واستطاعت رشا أنور التغلب على المشكلة بتقنية خارج الجسم من خلال عدسات إرلن الملونة التى يستطيع معها المصاب أن يفتح عينه في ضوء الشمس الشديد بدون ألم بدون تغيير لون الأشياء بطريقة أوضح. رشا أنور