أكد الدكتور اشرف محمد دوابه أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الشارقة أن ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م المصرية المباركة قامت علي يد شباب قلبوا المعادلة نحو الحرية والعزة والكرامة والعدالة الاجتماعية التي حرمت منها أجيال متعاقبة . بحكم الطواغيت الفراعين الذين ملأوا الأرض فسادا وجورا ، فكتموا حرية الناس ، ونهبوا ثروات البلاد والعباد ، وفي الوقت الذي امتلأت فيه كروش وجيوب الفاسدين عانت جيوب وبطون الشعب من الإفلاس والقهر والجوع والخوف بما كان يصنع المفسدون.
وأوضح في مقابلة مع شبكة الإعلام العربية "محيط " عبر الايميل أن هذه الثورة المباركة هي ثورة للحرية والعزة والكرامة والعدالة الاجتماعية لذا فإن الاقتصاد يقع في القلب منها ، هذا الاقتصاد الذي ظلم على مر السنين على أرض مصر الغنية بالموارد والمواهب.
وأشار إلي أن نظم الحكم في مصر سارت سنوات وسنوات نحو الاشتراكية فمنيت بلادنا بالفقر والقهر والنكسات، وسارت دهرا آخر نحو الرأسمالية فمنيت بلادنا بفوارق الطبقات ودولة المال بين حديثي النعمة والأغنياء ، واتساع دائرة الفقر بلا حساب ، وسيادة الظلم البين والجشع والاحتكار.
واكد ان فترة التسعينيات من القرن الماضي كانت المنشأ لبذرة خبيثة سميت (برنامج الإصلاح الاقتصادي) وكان اسما على غير مسمى ، حيث كان في حقيقته منبعا صافيا للفساد الاقتصادي، ومرتعا خصبا لنهب الموارد .
وكان الحاكم وأسرته ومريديه أول الناهبين المفسدين فتكدست ثرواتهم ، وترفت حياتهم ، وأصبح لسان حالهم : (هل من مزيد؟) في الوقت الذي كادت أن تذوب الطبقة المتوسطة وازداد عامة الشعب فقرا من بعد فقر .
ونبه إلي انه إذا كنا جربنا الاشتراكية والرأسمالية فلم تزدنا إلا ضياعا ووبالا متسائلا أليس من العدل والعقل والمنطق أن نجرب شرعة الإسلام ومنهاجه الاقتصادي لبلد عموم سكانه من المسلمين وتمنح شريعته حقوقا لغير المسلمين كالمسلمين؟!
ولفت الانتباه إلي انه من أعجب العجائب أن نجد من بني جلدتنا وممن يتسمون بأسمائنا من ينكر علينا ذلك في الوقت الذي دعا فيه الكثير من علماء الغرب بل وبابا الفاتيكان نفسه للأخذ بالمنهج الاقتصادي الإسلامي للخروج مما أوقعتهم فيه الأزمة المالية العالمية من تبخر أموالهم وآمالهم ، وتراكم آلامهم ، وازدياد حياتهم تخبطا واضطرابا.
وشدد علي أن مصر بحاجة للخروج من المأزق الاقتصادي الراهن إلي اتخاذ إجراءات إصلاحية اقتصادية آنية ومستقبلية ُيؤسس لها فقه النص الإسلامي وواقع العصر الحالي يأتي في مقدمتها قطع دابر الفساد والمفسدين ، والرشادة في السياسة النقدية والمالية، بأن يكونا في خدمة الاقتصاد الحقيقي.
مع إصلاح سوق المال ، وتحقيق تغير هيكلي في النشاط الاقتصادي في الأجل المتوسط والطويل بصورة تؤدي إلى زيادة نمو الناتج القومي الحقيقي وتنويعه وفقا لأولويات المجتمع من ضروريات فحاجيات فتحسينات.
وأكد ان الاقتصاد المصري قادر في المرحلة القادمة –بإذن الله تعالى- على النمو الحقيقي بإرادة وإيمان أبنائه وروح ثورة 25 يناير ، بما يلبي تباعا المطالب الفئوية ، ويحقق الحياة الطيبة الكريمة التي لا تقبل سوى بحد أدنى هو الكفاية سبيلا .
حياة ترفرف عليها مظلة الأمن والعدل، وتخلو من شبح الجوع والخوف والكراهية والبغضاء والأثرة، وُتراعي العدالة الاجتماعية في توزيع الدخول والثروة حتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء وحدهم .
حياة تخرج المصريين من نفق التبعية لغيرهم، وتحقق الاستقلال الاقتصادي لهم وتمهد الطريق لإقامة وحدة اقتصادية عربية وإسلامية شاملة.
وأشار إلي انه وضع مؤخرا كتابا بعنوان "اصلاح الاقتصاد المصري بعد ثورة 25 يناير ..رؤية إسلامية " ويتضمن تشخيص للمشكلة الاقتصادية في مصر وبرنامج عملي يعكس الرؤية الإسلامية للخروج منها من خلال سبعة مباحث .
يتناول المبحث الأول : المشكلة الاقتصادية في مصر، ويتناول المبحث الثاني : النظام الاقتصادي والمشكلة الاقتصادية المصرية، ويتناول المبحث الثالث : مشكلة الفساد بين الأسباب والعلاج، ويتناول المبحث الرابع : السياسة النقدية، ويتناول المبحث الخامس : السياسة المالية.
اما المبحث السادس فيتناول : سوق المال المصري ، ويتناول المبحث السابع والأخير: التغير الهيكلي في النشاط الاقتصادي.
ودعا الله تعالى أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يكون لبنة من لبنات إصلاح الاقتصاد المصري وتحقيق الرفاهية المنشودة لأبنائه ، حتى تعود لمصر عزتها وقيادتها، التي بعزها يعز الله العرب والمسلمين.
ويتضمن الكتاب : المبحث الأول: المشكلة الاقتصادية في مصر...... مفهوم المشكلة الاقتصادية..... المشكلة الاقتصادية المصرية.... إدارة الفساد المنظم..... واقع الاقتصاد المصري.... المبحث الثاني: النظام الاقتصادي الإسلامي والمشكلة الاقتصادية المصرية.
مفهوم النظرية الاقتصادية...... المفهوم المثالي والنظام الاقتصادي الإسلامي..... النظام الاقتصادي الإسلامي بين الماضي والحاضر........ - تجربة عمر بن عبد العزيز...... - تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا.....
المبحث الثالث: مشكلة الفساد بين الأسباب والعلاج..... الفساد في القرآن الكريم...... أشكال ومكونات الفساد في مصر...... مضار الفساد...... علاج الفساد.
ويحتوي المبحث الرابع علي : السياسة النقدية......... مفهوم وهدف السياسة النقدية....... أدوات السياسة النقدية..... السياسة النقدية للبنك المركزي المصري........ السياسة النقدية في المنظور الإسلامي......... إصلاح السياسة النقدية.
ويتضمن المبحث الخامس: السياسة المالية....... مفهوم وهدف السياسة المالية...... أدوات السياسة المالية...... السياسة المالية في المنظور الإسلامي...... السياسة المالية المصرية....... ابن خلدون والسياسة المالية المصرية..... إصلاح السياسة المالية.
المبحث السادس: سوق المال المصري....... مفهوم سوق المال....... أهمية سوق المال....... وظائف سوق المال..... الثورة والبورصة المصرية........ إصلاح سوق المال المصري.
اما المبحث السابع والاخير فيتضمن : التغير الهيكلي في النشاط الاقتصادي...... مفهوم التغير الهيكلي....... هيكل النشاط الاقتصاد المصري...... التغير الهيكلي في المنظور الإسلامي....... الإصلاح الهيكلي......