اسلام آباد: تشهد باكستان حدادا عاما الخميس على ضحايا تحطم طائرة باكستانية كانت في رحلة داخلية ومقتل 152 شخصا كانوا على متنها ، فيما تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة التي تحطمت الأربعاء واعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني حدادا عاما في البلاد الخميس وطالب بتنكيس الأعلام فوق كافة المصالح والبنايات الحكومية. وقال وزير الإعلام الباكستاني عمر زمان كايرا انه تم العثور على الصندوق الأسود التابعة للطائرة، وسيبدأ التحقيق قريبا لتحليل المعلومات التي سجلها الصندوق الأسود لمعرفة ملابسات الحادث. وأضاف كايرا أن التعرف على جثث قتلى الطائرة المنكوبة صعب جدا, وسيتم من خلال فحص الحمض النووي "دي إن أي"، وهو ما قد يستغرق أسبوعا, بعد أخذ عينة من دم أحد الأقرباء لكل من الضحايا. من جهته قال وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار إن السلطات المعنية أمرت بإغلاق برج المراقبة بالمطار حيث سيقوم فريق متخصص بفحص سجلات الصندوق الأسود والاتصالات التي جرت بين الطائرة والبرج. وعرقلت الامطار التي هطلت صباح الخميس على اسلام اباد عمليات البحث عن جثث الضحايا ، وارسل الجيش الباكستاني ثلاث طائرات هيلوكبتر إلى تلال مارجالا لرفع الجثث حيث من المنتظر أن تتواصل عملية البحث الخميس بعد أن أوقفت ليلا بسبب الأمطار الغزيرة. والطائرة المنكوبة من طراز إيرباص 321 وتابعة لشركة إيربلو الخاصة ،وكشفت مصادر مطلعة أن جهاز مراقبة وتوجيه الملاحة الجوية كان قد طلب من قبطان الطائرة الاستمرار في التحليق لفترة ما بسبب الازدحام الذي شهده مطار إسلام اباد وقتها غير أن الطائرة ارتطمت بالتضاريس في شمال العاصمة وهوت. واضافت "يبدو ان الطائرة تعرضت قبل عشرين دقيقة من سقوطها الى خلل فني او صعوبات جوية منعتها عن الهبوط ، مما دفع قائد الطائرة الى الاندفاع بها الى منطقة جبال مارجالا خلف مسجد شاه فيصل بالقرب من إسلام آباد، خشية سقوطها في منطقة سكنية لتكون الكارثة مضاعفة". وتصاعدت اعمدة دخان بكثافة شديدة من تلال مارجالا المحاذية لاسلام اباد فيما عرضت قنوات التلفزيون المحلية مشاهد ظهرت فيها آليات لأجهزة الانقاذ تهرع إلى الموقع. وتأسست شركة "إير بلو عام 2004 وتملك في الخدمة طائرات من طرازي "إيرباص اية 320 ، وايرباص اية 321 "، وتقوم برحلات داخلية في باكستان فضلا عن رحلات باتجاه مانشستر البريطانية ومسقط العمانية وعدد من مدن الإمارات العربية المتحدة. وكان آخر حادث طيران في باكستان قد وقع في العاشر من يوليو / تموز 2006 عندما تحطمت طائرة "فوكر اف27" تابعة لشركة الطيران الباكستانية ، مما اسفر عن مقتل 45 شخصا. ويظل الحادث الذي وقع في عام 1992 هو الأسوأ في باكستان حيث راح ضحيته 176 شخصا كانوا على متن طائرة ايرباص تابعة لشركة بيا تحطمت بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.