دخل تاريخ الفن المصري من أوسع أبوابه، ورسخ اسمه فيه حينما أخرج إحدى مسرحيات الزعيم "عادل إمام" بل والأكثر شهره، والتي استمر عرضها على المسرح لعدة سنوات.. "شاهد ماشافش حاجة".. تلك المسرحية التي مازلت تزداد جماهيرية ليس في مصر فقط بل والعالم العربي. المخرج والمؤلف المسرحي والأستاذ الأكاديمي "هاني مطاوع"، الذي فضل أن يربي أجيالاً من الفنانين على أن يقدم أعمالا فنية بغزاره، على الرغم من نجاحه الكبير الذي حققه في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" وباقي أعماله، إلا أنه ظل يمارس التدريس حتى نهاية حياته. ولد مطاوع في 9 أغسطس عام 1944. والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج من قسم التمثيل والإخراج بتفوق عام 1966؛ حيث كان الأول على المعهد بأقسامه الثلاثة، كما حصل على ماجستير الفنون الجميلة في الإخراج المسرحي من جامعة "أيوا" الأمريكية عام 1978، ودكتوراه الفلسفة في النقد الدرامي ونظريات العرض المسرحي من جامعة ولاية فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1985. الوظائف التي تقلدها تدرج مطاوع في وظائف هيئة التدريس بأكاديمية الفنون بعد تعيينه معيداً عام 1967، حتى حصوله على درجة الأستاذية في أغسطس عام 1991 . وقام بالتدريس في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، مركز إعداد الرواد بهيئة قصور الثقافة، المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، كلية المسرح بجامعة ولاية فلوريداالأمريكية، قسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، وعين رئيساً لأكاديمية الفنون، ثم أستاذاً متفرغاً للإخراج المسرحي بالأكاديمية. أعماله كانت أول مسرحية أخرجها هي "البعض يأكلونها ولعة" عام 1972، تأليف نبيل بدران. ثم مسرحية "نحن لا نحب الكوسة" عام 1975 تأليف نبيل بدران. ورائعة "شاهد ماشفش حاجة" عام 1976 تأليف ألفريد فرج، وإعداد مسرحي مصطفى أبو حطب. مسرحية "خشب الورد" عام 1988 بطولة محمود عبدالعزيز وإلهام شاهين وأشرف عبدالباقي وجمال إسماعيل. ثم مسرحية "دماء على ستار الكعبة" عام 1900، تأليف فاروق جويدة، وبطولة سميحة أيوب ويوسف شعبان وعلاء ولي الدين. ومسرحية "قسمتي ونصيبي"، تأليف نجيب محفوظ، وإعداد مسرحي لصلاح أحمد حسين، وبطولة علاء ولي الدين وحسن عابدين. أخرج أيضاً للمسرح: "جوز ولوز" عام 1993، تأليف محمود أبو زيد، بطولة أحمد بدير وسعاد نصر وحسن حسني وعايدة رياض. "يا مسافر وحدك" عام 1998، وهي من تأليفه، وبطولة النجم الراحل نور الشريف ومنى زكي وندى بسيوني. "حكيم عيون" عام 2001، تأليف أحمد عبدالله، وبطولة علاء ولي الدين وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي وموناليزا. ومسرحية "ترا لم لم" عام 2006، تأليف أحمد عوض، وبطولة سمير غانم وندى بسيوني وغسان مطر. مؤلفاته قام مطاوع بتأليف عدد من الأعمال المسرحية منها: "حكاية فرفورية" عام 1967، وإعداد درامي لمسرحية "مدرسة الأزواج" المأخوذة من "موليير"، والتي قدمت على خشبة المسرح القومي عام 1972. كما اشترك مع جمال عبدالمقصود في كتابة مسرحية "رسائل لم تكتب" وقدمت على خشبة المسرح الحديث بعنوان "رحلة مع الحبايب" من إخراج كمال ياسين. "يا مالك قلبي بالمعروف"، التي ألفها وأخرجها لفرقة عبد المنعم مدبولي المسرحية عام 1976. و"آخر همسة" عام 2000. و"قصة حب" وهي إعداد درامي لمسرحية "ناظم حكمت فرهارد"، والتي قدمت على مسرح "الغد" من إخراجه عام 2007. وكان الراحل يكتب مسرحية "كوابيس صينية"، وهي مسرحية مستوحاة من مسرحية "سور الصين العظيم" لماكس فريش. كما كتب هاني مطاوع عدداً من الدراسات والمقالات النقدية، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية والمؤتمرات العلمية بالأبحاث والمداخلات، و له إسهامات في الكتابة للسينما. وكأن مطاوع لم يرغب في الرحيل دون أن يخلد لنا ذكراه لبقائه على الشاشة؛ حيث قام بالتمثيل في مسلسل "الصندوق الأسود" لهذا العام 2015. جوائز فاز مطاوع بجائزة الدولة التشجيعية في النقد المسرحي عام 1996عن كتابه "قراءات جديدة في مسرحيات قديمة". كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون لعام 2009. والمخرج والمؤلف هاني مطاوع، توفي أمس عن عمر ناهز 71 عاما، إثر وعكة صحية بمستشفى "الشروق"، وقد شيعت جنازته عصر أمس، الجمعة، من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين. وكان من المفترض أن يتم تكريمه في افتتاح الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح المصري، المقرر يوم الجمعة المقبل ولكن لم يمهله القدر لحضور تكريمه.