أكد منير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم تستهدف متابعة ملفات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين والاستفادة من قوة الدفع التي شهدتها العلاقات التي تم رفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس السابقة لبكين، لافتا إلى ان الحكومة الصينية حريصة على تطوير علاقاتها الاقتصادية مع مصر التي تعد الشريك التجاري الثالث لبكين على مستوى القارة الإفريقية، كما تعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر عالميا. وقال – في تصريحات خاصة لجريدة "الأهرام" – إن الزيارة ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات على رأسها التوقيع الرسمي للاتفاق الإطاري الذي وقع بالأحرف الأولى بالقاهرة خلال شهر فبراير الماضي الخاص بتنفيذ 14 مشروعا بقيمة استثمارية تزيد على 10 مليارات دولار وهي المشروعات ذات الأولوية للحكومة المصرية حيث تشمل مشروعات في قطاعي الكهرباء والنقل وسوف يضاف لها قطاع آخر لإنشاء محطات للصرف الصحي، لافتا إلى ان تلك المشروعات تمت دراستها من جانب اللجنة الوزارية المشتركة التي تضم من الجانب المصري وزيري الصناعة والتجارة والاستثمار ومن الجانب الصيني وزير الصناعة والتجارة ورئيس لجنة الشئون الاقتصادية بالحزب الحاكم، وأيضا تمت دراستها من قبل الشركات الصينية المنفذة ومن البنوك التي ستقدم لها التمويل وتحديدا بنكي الاستيراد والتصدير والتنمية الصينيين. وأضاف ان الرئيس سوف يشهد أيضا التوقيع على عدد من الاتفاقيات أبرزها اتفاق بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري لتقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة، واتفاق لتقديم منحة بقيمة 30 مليون دولار لهيئة الاستشعار عن بعد لإقامة مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، إلى جانب بدء خطوات تنفيذ مشروع إنشاء خط مترو القاهرة – العاشر من رمضان ثم مدينة بلبيس حيث سيتم في أثناء الزيارة توقيع عقد المشروع مع الجانب الصيني، لافتا إلى ان الخط الجديد سيبدأ من محطة المستشار عدلي منصور كما سيمر بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأوضح انه سيتم أيضا توقيع عقد مشروع رفع كفاءة شبكة الكهرباء المصرية كي تستوعب الزيادة الكبيرة في الطاقات الانتاجية التي أضيفت بالفعل بجانب الطاقات المنتظر اضافتها خلال الأشهر المقبلة، واتفاق آخر لإنشاء محطة كهرباء بمنطقة عتاقة بالسويس. وأشار عبد النور إلى أن الزيارة سوف تشهد أيضا توقيع عدد من الاتفاقيات بين القطاع الخاص تستهدف زيادة الاستثمارات الصينية المباشرة بمصر منها ضخ 300 مليون دولار لتنفيذ المرحلة الثانية لمشروع انتاج خامة الفايبر جلاس والمقام بالعين السخنة، بجانب إقامة مصنع باستثمارات صينية لانتاج الزجاج المسطح بطاقة 500 طن يوميا، كما توجد تفاهمات لضخ استثمارات صينية جديدة بقطاع المنتجات الجلدية وتحديدا في مدينة الروبيكي المخصصة لعمليات دباغة الجلود وتصنيع المنتجات الجلدية. وأضاف أن جدول زيارة الرئيس يتضمن أيضا بحث الاستفادة من الخبرة الصينية في مشروع تطوير وتحديث 1000 ورشة ومصنع نستهدف دمجها في القطاع الرسمي، وأيضا التعاون في تطوير الصناعات كثيفة العمالة مثل الصناعات النسجية والسكك الحديدية والموانى بجانب استعراض آخر تطورات المنطقة الصناعية الصينية شمال غرب خليج السويس حيث تخطط الشركة الصينية التي تتولى تطوير المنطقة بنظام المطور الصناعي لضخ المزيد من الاستثمارات للإسراع في ترفيق أراض جديدة بالمنطقة لتلبية الطلب المتزايد من قبل الشركات الصينية الراغبة في الاستثمار بمصر، كما ستتطرق لآخر تطورات مشروع وادي السيليكون بشرق الإسماعيلية حيث نستهدف جذب كبرى الشركات الصينية العاملة بصناعة التكنولوجيا لنقل جزء من نشاطها للمنطقة. وأضاف ان المباحثات مع كبار المسئولين الصينيين ومجتمع الأعمال والمستثمرين ستتطرق لفرص الاستثمار المتاحة بمصر خاصة مع البدء في تنفيذ المخطط العام لتنمية محور قناة السويس بما يضمه من عشرات المشروعات الصناعية والخدمية في شتى المجالات إلى جانب الفرص المتوافرة بقطاعات الطاقة والصناعات التحويلية وتنمية محور المثلث الذهبي جنوب شرق مصر، بجانب تشجيع التصنيع المشترك في مجال تصنيع وتجميع المعدات اللازمة لقطاع المحاجر ومصانع الرخام والجرانيت وتدوير المخلفات لانتاج الطاقة لتشغيل مصانع الحراريات والخزفيات كمصدر بديل للغاز الطبيعي والمازوت، بجانب استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في الصناعات الغذائية والمعدنية والدوائية والهندسية والغزل والنسج. وأكد ان الجانب الصيني يرغب في تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة التعدي على حقوق الملكية الفكرية والتزوير وذلك من خلال تعزيز التعاون في سياسات وإجراءات ضمان جودة المنتجات المتبادلة، وتعزيز التعاون الثنائي في قطاعي حماية حقوق المستهلك ومكافحة التزوير.
