أهالي المعز يتساءلون : أين ال800 ألف من الآثار يا "محافظة"؟! عقارات قديمة آيلة للسقوط تهدد آثار الجمالية مهمة عمل صحفية قادتنا لشارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة النحاسين، بجوار سبيل الأمير عبدالرحمن كتخدا وتجاه المدرسة الكاملية وحمام السلطان اينال ، لنفاجأ بتهدم المنزل المجاور للسبيل وسقوط الحرم الداخلي لقصر بشتاك الأثري العريق. ويذكر المؤرخ المقريزي أن القصر بناه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري بين أعوام 1334 - 1339م في أواخر الفترة الثالثة من حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وكان الامير بشتاك من كبار أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وكان ينافس الأمير قوصون على السلطة. تمكن بشتاك من شراء قصر الأمير بدر الدين بكتاش الفخري المعروف بأمير سلاح، ومنحه السلطان الناصر محمد قطعة أرض داخل القصر كانت من حقوق بيت المال ، فبنى بشتاك قصره هذا فكان كما يقول المقريزي من أعظم مباني القاهرة. وذكر المقريزي أن بشتاك لم يعش في هذا القصر رغم بهائه وأن صدره كان ينقبض عندما ينزل فيه، ولا يستريح حتى يخرج منه حتى كرهه وباعه إلى زوجة الأمير بكتمر الساقي، ثم استولى عليه السلطان حسن، ثم آلت ملكيته إلى السلطان فرج بن برقوق وأوقفه على ضريح والده السلطان برقوق . يتكون القصر من ثلاثة طوابق. ويقع على رأس حارة درب قرمز المتفرع من شارع المعز لدين الله بقسم الجمالية ورغم الإهمال الذي طال القصر، لكن البقية منه تنبيء عما كان عليه من العظمة والجمال المعماري الذي امتازت به سائر عمائر المماليك بالقاهرة . وقد استيقظ سكان العقار "49" بشارع المعز على أصوات ارتطام السقف بالدور الثالث بالأرضية وسقوك السلم الداخلي بعقارهم المكون من ثلاثة طوابق وتسكن به 17 أسرة بأكملها. العقار بجوار سبيل كتخدا الأثري من شارع المعز ، وعلى إثر سقوطه نقلت سيدتان للعناية المركزة بمستشفى الأزهر العام. وأكد أهالي الحي ل"محيط" أنهم استغاثوا فلم يجبهم أحد بإسعافات أولية، وشاهدنا حطام البيت، والسيدات تجلس أسفل العقار المنهار وبعضهن لا يملكن مأوى بديل، فيما قالت سيدة مسنة لنا أنها لا يهمها أنه مجرد بيت، ولكنه كل ذكرياتها والمكان الذي لا تتخيل أن تغادره أو تموت بعيدا عنه. والعقار المنهار يدخل بنطاق الحرم الداخلي – غير الأثري- من قصر بشتاك، وقد صرفت الآثار – كما يشير أحد السكان- 850 ألف جنيه لإيجاد بديل ولم يتحرك الحي، وتقدم الأهالي بشكوى لوزارة الآثار وحي الجمالية حتى وقعت المأساة وسقط العقار. وهو ما أكده أمين شرطة من سكان العقار، حيث أقر بأن وزارة الآثار لم ترمم المنزل ولم يوفر الحي بديل مناسب لهذه الأسر. من جهتها، تحدثت الحاجة فوزية عن أهمية ترميم منطقة الجمالية بأكملها وليس شارع المعز وحده، لأن سكان هذا الحي هم من يستقبل السائحين وليس المسئولين. حاولنا التحدث لمسئولي حي الجمالية، فرفضوا التعليق مؤكدين أن الأمر برمته بيد سلطات التحقيق بالنيابة العامة. فيما أكد مدير تفتيش الآثار بالجمالية لنا أن المحافظة منحت 892 ألف جنيه لسكان العقار لإيجاد شقق بديلة.