اشتهرت السيدة الأردنية، السورية الأصل، نهلة القدسي بقصة حبها مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؛ فهي الزوجة الثالثة له وعشيقته حتى توفي في عام 1991. يقال أن نهلة القدسي كانت تعشق محمد عبد الوهاب قبل أن ترتبط به كزوجة، وحاول عبد الوهاب في حبه لنهلة بأن يسايرها وربما يعايشها رغم أنه كان يعشقها من الأعماق؟! لكنه كان يبوح بحبه من خلال اللحن الموسيقي على حد تعبيره في حوارات سابقة له. قال موسيقار الأجيال في إحدى حواراته السابقة عن المرأة: "علمتني المرأة أني لم أرى سواداً.. كله نور.. كسواد عيني زوجتي نهلة القدسي". كما قالت نهلة عن محمد عبد الوهاب في بعض الحوارات التي أجرتها سابقاً: "شخصيته هي طعم الحياة وملمسها ومذاقها.. تبوح رغم طبيعتها ببعض أسرار الماضي الذي كان! كان مدرسة ثقافية كاملة، واهتمامه بالأدب والشعر هائلاً، وكنت اقرأ له، بعدما ضعف نظره، قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي؛ حيث كان شعر شوقي يصاحبه في كل مناسبة وموقف". وأضافت القدسي: "فن عبد الوهاب بصفة عامة ربطني به.. عبد الوهاب كله ملكاً لنهلة؛ فأنا أشعر بأني موجودة في كل لحن انتجه بعد زواجنا". أما عن شخصيته الارستقراطية الممزوجة بالشعبية، فقالت نهلة: "الارستقراطية، كنت أنا وعائلتي، أما الإحساس الشعبي فكان هو و"بصمات" حي باب الشعرية مسقط رأسه.. كان ارستقراطياً لاخلاقه.. وكان ابن بلد، ونكتة، وأحب المجتمع الراق- النظيف- الذين يحبون النكتة والقصائد.. كان يعشق قفشات الشاعر كامل الشناوي، واقرب اصدقائه محمد حسنين هيكل". وتابعت نهلة: "عالم عبد الوهاب الداخلي كان سراً للغاية.. وكان يتعامل مع أولاده ب "الرموت كونترول" وكانوا يخافون منه، وأنا كنت الضعيفة أمامهم ولو "عطس" واحد من أولاده لا ينام الليل. كان يأتيه اللحن في "الحمام" أو شارع، وأحياناً في القطار وأي لحن له عند انتهائه كان يفرح به، بعدما كان يمارس وسوسته في التلحين.. كان ذكياً جداً ويملك قدرة على الاقناع". وأضافت القدسي: "كان كسلاناً لا يعرف أن يشتري لأناقته. وكان يشعر بخوف شديد ليلة الخميس والجمعة لأن أصدقاءه الأطباء يكونون خارج القاهرة. وهو لا يأكل إلا المسلوق والمشوي". يذكر أن السيدة نهلة القدسي توفيت اليوم الأحد أثناء تواجدها بالعاصمة الأردنية عمان، عن عمر يناهز ال "90 عام".