في ليلة من ليالي المناقشات الأدبية الساحرة على النيل بنادي التجديف، ناقش صالون سلوى علوان الثقافي رواية "نادي العباقرة الأخيار" للأديب التونسي "كمال العيادي" التى رشحت لجائزة البوكر العربية . ووصفها الناقد الأدبى عزوز إسماعيل بالرواية " العبقرية " ، لافتاً إلى أنها أصابته بالحيرة بكل المقاييس ، فهى رواية تطوف فى الزمان والمكان، ذاك المكان الذي يتغلغل داخل كمال العيّادي بداية من موطنه الذي يعيش فيه رابطا بين الزمان والمكان بتداخلات عبقرية. واستطرد عزوز حديثه، مثمناً عمل العيّادي الذي استطاع أن يربط فيه بين الأسطورة والحقيقة بتناغم ليس له مثيل ، مضيفاً أن الرواية مليئة بالالتقاءات سواء الثقافية والأسطورية ، و ربطها معاً لينتج عملاً رائداً تجلى فيه حسه الأدبي المرهف المرتبط بالمكان . و أشار الناقد أن رواية العيادى ، تذكره برواية الكاتب النيجيرى الكبير " تشينو اتشيبى " بعنوان " الأشياء تتداعى " فى تداعياتها ، مستخدماً الخيال كما قال الروائي غارسيا ماركيز "الخيال هو أن تهيئ الواقع لكي يكون فناً". من جانبه أكد العيادي أن هناك مشكلة في كتاباته حيث لم يكتب عن شخصية إلا وقد أتُهم بأنها قريبة منه، موضحا أن كل الأشخاص الذين كتب عنهم كان متكئا على استخدام ضمير المتكلم وحميمية الكتابة ، و آخر أعماله " يوميات الفتي القيرواني " ظن الكثيرون أنها سيرته . و قال الكاتب أنها تعرض لهجوم كبير فى أوروبا بسبب دفاعه عن الرواية العربية، مشيرا أن أول رواية قد كتبت عند العرب في القرن الرابع الهجري ، و هى " رسالة الغفران " لأبو العلاء المعرى ، التى استلهم منها مبدعى الغرب عالمهم الروائى . و شبه العيادى الكاتب ب " بذرة القمح " التى تبحث عن أرض لتضرب بجذورها فيها ، فقد طاف العيادى بين تونس و مصر وروسيا و ألمانيا ، باحثا عن أرض أكثر اتساعا لينهل منها بعدما ضاقت به " القيروان " . أما عن روايته " نادى العباقرة الأخيار " فقال العيادى أنها تضرب بجذورها فى التاريخ الفرعونى متأملة أسرارهم العجيبة و ألغاز حضارتهم . هى رواية الرحلة ، بما فيها من تحولات نفسية وإنسانية، وبما تعد به من زاد معرفى وفير ، يقدم عليها شاب موجوع يغادر مدينته الصغيرة القاسية ، وراء نداء المعرفة والبحث عن الأسرار. ومن أجواء الرواية: «أنتم الآن معي في رحلة زمنيّة ومكانيّة مثيرة، وها إنني أضعكم مباشرة عند مدخل القيروان، وبالتحديد في حيّ المنصورة الجنوبي، بعيدًا عن الأسوار القديمة. أنتم الآن تقفون على مطبّ أرضي وسياسي والطقس دافيء جدا، والهواء مكتوم، على غير عادته في مدية القيروان عاصمة الأغالبة العجوز المحنّكة، المُلتحفة بملحفة الأسود الوقت كله، ولكنها كانت مكشوفة الشعر والرقبة والصدر اليوم، في هذا الوقت المتقدم من الشتاء، بالضبط، أنتم عند النقطة الزمانية والمكانية المتقاطعة مع قدر من صباح يوم، الاثنين، الرابع والعشرين من شهر فبراير 1986. كمال العيادي، كاتب وصحفي ومترجم وكاتب سيناريو تونسي مقيم بالقاهرة, درس المسرح بتونس ثم السينما بموسكو ثم الاقتصاد الدولي والتسويق بمونيخ بألمانيا، وهو عضو اتحاد الكتاب التونسيين وعضو اتحاد الكتاب بمصر وبألمانيا.، وأسس عدّة نوادي أدبية وفكرية ومسرحية بتونس ومصر ومونيخ وموسكو . و من أعماله : "الوردة محبوسة في كتاب: مختارات من الشعر الروسي, ترجمة"، "تلك المدن: مجموعة قصصية صدرت عن منشورات الشابي بمونيخ"، "رحلة إلى الجحيم: مجموعة قصصية صدرت عن دار ديلسيوس بتونس سنة 2009′′، "غابة الخبز: مجموعة قصصية صدرت عن دار حاطوم سنة 2010′′، "الملك الأبيض: كتاب في أدب التعليقات, صدر بسيدني بأستراليا سنة 2010′′، "ليس للربيع علامة: مجموعة شعرية صدرت بالقاهرة عن دار التلاقي سنة 2010′′. إضافة إلى "أرواح هائمة: مجموعة قصصيّة صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر 2013′′، مجموعة شعرية بعنوان "أغادركم ومعنوياتي مرتفعة" تونس سبتمبر 2014، وله قيد الطباعة كتاب نصوص ساخرة بعنوان "المُباح في الاستنباح", ومجموعة بعنوان "مذكرات بلبل"، وأخرى بعنوان "اعترافات الفتي القيرواني الشقي".