تمكنت صباح اليوم الثلاثاء قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود من إخلاء عمارتين في مستوطنة "بيت ايل" في شمال الضفة الغربية، بعد مواجهات عنيفة مع عشرات المستوطنين الذين حاولوا التحصن فيهما، دون الابلاغ عن وقوع اصابات. وأفادت الاذاعة الاسرائيلية بأنه قد تم اعتقال حوالي ثلاثين شخصا على ذمة التحقيق. وكانت محكمة العدل العليا قد أوعزت قبل بضعة اشهر بهدم العمارتين المعروفتين بمشروع "دراينوف" حتى نهاية الشهر الحالي كونهما شيدتا خلافا للقانون، غير أن لجنة التنظيم والبناء في الادارة المدنية صادقت خلال الايام الاخيرة على خطة بناء العمارتين، بحسب الاذاعة الاسرائيلية. وقال سكان بيت ايل انهم ينوون تقديم التماس جديد اليوم إلى المحكمة لطلب إلغاء أمر الهدم في أعقاب المصادقة على الخطة، وهو ما يبدو أنه سيحظى بتأييد الدولة، حسبما أوردت الاذاعة الاسرائيلية. وأوضح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن "عملية إخلاء العمارتين ونشر قوة من حرس الحدود في المكان جاءت تحسبا لتحصن مستوطنين في العمارتين بشكل كان سيؤدي إلى أعمال عنف في حال تنفيذ عملية الهدم وفقا لامر المحكمة". وأكد الناطق أن "قوات الامن ستعمل على صيانة القانون والنظام في المكان وهي على استعداد لتنفيذ توجيهات المستوى السياسي". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن رئيس مجلس المستوطنات افي روؤيه، أعرب عن اسفه لما وصفه ب"عدم تحلي الدوائر الامنية بالصبر المطلوب لاستنفاد الاجراءات القضائية ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى التدخل لمنع هدم العمارتين." من ناحية اخرى، أكد نتنياهو أن "الحكومة تعارض هدم العمارتين في مستوطنة بيت ايل.. وتعمل على الصعيد القضائي لمنع هذا الاجراء". وأوضح نتانياهو في بيان أصدره صباح اليوم أن "موقف الحكومة القائل إن عملية التخطيط لهذا المشروع قد انتهت وأنه لا مجال لهدم العمارتين سيقدم إلى محكمة العدل العليا"، مشيرا إلى أن "الحكومة تسعى لدعم الاستيطان من خلال الامتثال لاحكام القانون" . ووجه مسؤولو الامن الاسرائيليين إلى المستوطنين إندارا يدعوهم لمغادرة العمارتين بحلول الثانية بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي "1100 بتوقيت جرينتش".