ردًا على موجة الانتقادات التي أثارها الإعلان عن توصل القوى الكبرى إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي "المثير للجدل"، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن هذا الاتفاق "سيجعل العالم أكثر أمناً." وأقر الوزير الأمريكي، بصعوبة المفاوضات مع إيران، والتي استمرت قرابة عامين، وقال إنها دفعته إلى "حافة الجنون" في بعض الأوقات، وكان على وشك أن يغادر المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق. إلا أنه تابع بقوله إن طاولة المفاوضات كانت تشهد إنجاز بعض التقدم بين الحين والآخر، مما كان يجعل الكثيرين يشعرون بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ربما في متناول اليد، في ضوء ما تحظى به قضية البرنامج النووي الإيراني من اهتمام عالمي. ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الاتفاق يمكن وصفه ب"الإنجاز التاريخي"، اكتفى كيري بالقول "من المحتمل"، واستطرد بقوله إن "ولكننا ليس في متناولنا أي شيء بعد، حتى يتم تنفيذه." وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن بعض الأطراف قررت معارضة الاتفاق لأسباب سياسية، قبل قراءة الوثيقة أو معرفة التفاصيل، كما أن البعض الآخر رأى أنه لا يجب منح أي فترة زمنية للتفاوض مع إيران، وقال إن هؤلاء "لم يقدموا بديلاً." وبشأن الشكوك التي تساور عدداً من دول العالم، خاصةً إسرائيل وبعض الدول الخليجية، حول التزام إيران ببنود الاتفاق، قال كيري: "لا يمكنني أن أقدم وعوداً بشأن المستقبل البعيد لأي شخص.. ولكن يجب عليك أن تضع أساساً وتحاول المضي قدماً بموجبه، وأن تجعله محل اختبار.. لقد تفاوضنا مع الاتحاد السوفيتي، كما تفاوضنا مع الصين الحمراء." وأثار الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين مجموعة (5+1) وإيران بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية ردود فعل حادة من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي وصف الاتفاق بأنه "خطأ تاريخي." وبينما رحب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالاتفاق الذي أكد أنه "يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.. ويضمن استقرار دول الخليج وإسرائيل"، فقد حذر من أن كل العقوبات التي سيتم رفعها عن إيران، بموجب الاتفاق، سيتم فرضها مجدداُ في حال انتهكت طهران الاتفاق، كما حذر من أن "الخيار العسكري سيبقى قائماً" في حال حدوث أي خرق للاتفاق.