اخشى أن يذهب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تنفيذ التهديدات التي أطلقها خلال تشييع جثمان المستشار هشام بركات، بالاقدام على اعدام قيادات الاخوان، بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي. السيسي في وضع لا يحسد عليه، فقد فرضت عليه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق عنوان مصر القانوني، ان يهدد علانية باعدام قيادات تصدر الأوامر من داخل القفص، في إشارة إلى تلويح مرسي أثناء نظر قضية (التخابر مع قطر) بإشارات الذبح من داخل القفص. واذا لم يتم تنفيذ التهديدات، فإن الصورة التي سوف تؤخذ عن السيسي انه ضعيف، ولا ينفذ ما يقول، واذا نفذها (ولا اتمنى ذلك)، فسوف تعود على مصر والمنطقة بمزيد من الفوضى والدمار وعدم الاستقرار. لا يمكن ان تكون الجريمة هي الحل، ومعالجة الجريمة بجريمة اخرى لا تجلب الامن والامان، لهذا على جماعة الاخوان المسلمين، الذين وجهت لهم الاتهامات من دون ان يعترفوا بها صراحة حتى الان، ان يدينوا هذه الجريمة النكراء، ويدينوا من خطط لها ونفذها، وأن يطلقوا اشارات مصالحة وطنية في مصر، مع النظام الحاكم ومع القوى السياسية الاخرى، ويعلنوا انهم ضد نقل مصر الى الفوضى والدمار، لانه من دون ذلك، فانهم يساهمون في الضغط اكثر على القيادة المصرية في تنفيذ تهديداتها. الوضع المصري الان يحتاج الى تدخلات ووساطات من الوزن الثقيل، فالسعودية التي تساهم في ترتيب مصالحة بين النظام المصري وحركة حماس، عليها ايضا دور في التدخل الان لوقف تنفيذ احكام الاعدام، وقرص أذن الاخوان وتحذيرهم من الطريق الذي يجرون الاوضاع المصرية إليه. كما لا بد من تدخل على المستوى الدولي ومن الولاياتالمتحدة الاميركية تحديدا، لتهدئة الامور، وتأجيل تنفيذ تهديدات السيسي باعدام قيادات الاخوان، بشرط الالتزام بوقف العنف والفوضى التي لا تعلن قيادة الاخوان رفضها. الاصوات التي تدعو لتنفيذ احكام الاعدام في قيادات الاخوان في مصر عالية، ومدعومة من غضب شعبي واسع على الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق مصر، والاصوات العاقلة التي ترفض بالمطلق تنفيذ احكام الاعدام في مصر والعالم ليست مسموعة، في ظل استمرار ارتكاب الجرائم، وفي ظل الاوضاع الامنية الصعبة التي تعيشها مصر عموما، وما يتعرض له عناصر الجيش المصري في سيناء تحديدا، لهذا فإن تدخل العقلاء من خارج مصر يساهم في تجنيب "ام الدنيا" مخاطر الفوضى والدمار. بالله عليكم كيف ستقوم لهذه الامة قائمة، اذا كان احد عناوين مرجعياتها من امثال الداعية الإخواني القطري يوسف القرضاوي الذي ابدى شماتة فى حادث اغتيال المستشار النائب العام هشام بركات، وقال في تغريدة بثها عبر حسابه الرسمي على شبكة تويتر: "أفضى النائب العام إلى ما قدم، فهل أغنى عنه منصبه؟ وبم سيجيب ربه؟". أخشى ان يكون التصعيد العنيف في مصر أمس، خاصة في سيناء والشيخ زويد، وظهور عصابة داعش بمعداتها فجأة، للضغط على القيادة المصرية لأمرين: تنفيذ احكام الاعدام، وقطع الطريق على اي تفاهمات بين حركة حماس والنظام المصري. نقلا عن " العرب اليوم" الاردنية