نيويورك : حذرت الأممالمتحدة الخميس من أن المساعدات الدولية لضحايا الفيضانات في باكستان تتباطأ فيما دخلت الأزمة الإنسانية مرحلة حساسة تجعل من ملايين المنكوبين مهددين بالموت. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة إن الأموال التي تقدم كمساعدات شهدت ركودا منذ 10 أيام وأن النداء الذي وجهته الأممالمتحدة لدعم عملياتها العاجلة ماليا لم يلب سوى نحو 63 بالمئة من احتياجاتها إلى هذا اليوم. ووصف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة مانويل بيسلر حجم عملية الإغاثة في باكستان بأنه غير مسبوق. ويخشى مسؤولون من أن يتحول النقص الحاد في المواد الغذائية وسوء التغذية إلى مجاعة في الأشهر المقبلة. الى ذلك ، دعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الخميس المسلمين كافة إلى توجيه زكاة أموالهم لشعب باكستان الذي يعاني جراء كارثة الفيضانات . وأكد المجمع الذي يتخذ من جدة، غرب السعودية، مقرا له في بيانه، أن بعض العلماء أجازوا أن يدفع المسلم من زكاة ماله لأهل بلد آخر غير بلد المال إذا كان المال في بلد الزكاة فائضا عن حاجة أهله. وأضاف: كما أجيز للمسلم أن يدفع مال زكاته لمن هم أشد حاجة لمال الزكاة من أهل بلد المال كالمتضررين من الكوارث والزلازل ونحوهما. وتأتي هذه الدعوة من قبل المجمع بعد النداء الذي وجهه الأمين العام للمنظمة اكمل الدين أوغلي أخيرا بتحويل الزكاة إلى الشعب الباكستاني. وعلى صعيد التحركات السياسية لمواجهة اسوأ كارثة في تاريخ البلاد ، انهى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الخميس في الدوحة جولة على اربع دول خليجية حضها خلالها على تقديم مزيد من المساعدات الى بلاده . وقال قريشي في الدوحة، اخر محطة في جولته التي شملت سلطنة عمان والسعودية والكويت ان "هدف جولتي الخليجية هو طلب العون من دول الخليج العربية لتجاوز محنة الفيضانات التي ضربت بلادي". وكانت هذه الدول التي تستقبل ملايين من العمال الباكستانيين قدمت مساعدات عاجلة الى سلطات اسلام اباد، وفي مقدمها السعودية التي قدمت هبة قيمتها 106,7 ملايين دولار. ولفت الوزير الباكستاني الى ان "الأممالمتحدة ستعقد جلسة في 19 ايلول /سبتمبر لتقييم الوضع في البلاد ووضع تصور عن الخسائر ثم وضع خطة لإعادة الإعمار"، لافتا الى ان "الوقت الذي يمكن أن تأخذه عملية إعادة الإعمار وعودة النازحين يمكن أن يمتد من ثلاث الى خمس سنوات". وكان دومنيك ستراوس مدير صندوق النقد الدولي اعلن الخميس إن الصندوق سيمنح باكستان 450 مليون دولار مساعدات طارئة لمواجهة الفيضان مما يقدم بعض العون لحكومة تئن تحت وطأة الكارثة وتواجه خطر تجدد عنف المتشددين. وتابع ستراوس كان في تصريحات أدلى بها في واشنطن أن هذه الأموال ستقدم لباكستان خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف أن المناقشات ستستمر مع وفد يقوده وزير المالية الباكستاني عبد الحفيظ شيخ بشأن كيفية "إعادة تنظيم" برنامج قرض من صندوق النقد بقيمة 11 مليار دولار. يشار إلى أن الفيضانات التي بدأت قبل شهر أدت إلى مقتل 1600 شخص على الأقل وأثرت على أكثر من 18 مليونا وتسببت في خسائر تقدر بنحو 43 مليار دولار في البنية التحتية وقطاع الزراعة الذي يمثل عصب الاقتصاد الباكستاني.