بدأ مسؤولون في مدينة قرطاج التاريخية بتونس مساعي لاستعادة رفات القائد العسكري الشهير حنبعل من تركيا وإعادة دفنها بموطنه بعد أكثر من ألفي سنة من قرار نفيه عن المدينة من قبل الغزاة الرومان. وبدأت عدد من وسائل الإعلام المحلية في تونس بالترويج لحملة "حدث الألفية" وهي استعادة رفات حنبعل الذي دفن في مدينة بورصا التركية، عبر موكب جنائزي رسمي. وقال زياد الهاني رئيس بلدية قرطاج في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) " لاتزال قرطاج تحمل جرحا تاريخيا ببقاء قائدها العسكري والتاريخي منفيا منذ أكثر من ألفي عام ونحن نسعى إلى إعادته الى أرض الوطن في جنازة عسكرية ودولية مهيبة". وأوضح الهاني أنه يجري الإعداد لملف استعادة رفات حنبعل عبر التنسيق بين السلطة المحلية في بلدية قرطاج والرئاسة التونسية ونادي "أحباء حنبعل". وأضاف "نأمل أن تتم العملية في الربيع المقبل". ذاع صيت حنبعل (247 قبل الميلاد- 182 قبل الميلاد) كبعقري عسكري في العصر القديم حيث ينسب له الفضل في اختراع عدة تكتيكات حربية ظلت تستخدم في العصور المتقدمة. وأشهر انجازاته العسكرية عندما قاد حملة عسكرية ضخمة ضد روما عبر غرب أوروبا (أسبانيا) وقطع بجيشه المدجج بالفيلة جبال الآلب ثم بدأ بحصد انتصارات كبرى في ايطاليا متقدما باتجاه الجنوب نحو روما لكن الأخيرة قررت في النهاية نقل الحرب الى أرض قرطاج. عاد حنبعل الى قرطاج بجيش منهك لحماية المدينة لكنه هزم في معركة "زاما" الشهيرة ونفاه الرومان بعدها الى الشرق، وتشير روايات المؤرخين إلى أنه خير الانتحار بدل تسليمه لأعدائه. وقال الهاني "حنبعل هو من أعظم العسكريين الذين عرفهم التاريخ وهو معلم ألهم الكثير من قادة الجيوش واستراتيجياته تدرس في أشهر الأكاديميات العسكرية العالمية لذلك سنسعى لأن يقع تكريمه من قبل شخصيات وقادة عسكريين خلال الجنازة التي ستقام له". ولا تزال بقايا المدينة الأثرية لقرطاج التي تأسست عام 814 قبل الميلاد واستمرت حتى عام 146 قبل الميلاد على حالها في الضاحية الشمالية للعاصمة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.