أيها القراء الكرام نحن على أعتاب شهر عظيم ، له وزنه في الأرض والسماء ، نحتاج لوقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن ؛ فهي أيام غاليات في قلوبنا ؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان . لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يستعد لاستقبال رمضان من أول شعبان ، فكان يستعد استعدادًا عمليًّا ونفسيًّا بالصيام ، والقرآن والدعاء ، فقد كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم) إذا دخل رجب يدعو قائلا ً: "اللهُمَّ بَارِكْ لنَا في رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لنَا في رَمَضَانَ" . وقال "يحيى بن أبي كثير" : من دعاء الصالحين في رمضان: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبَّلاً. ألا فلنحاسب أنفسنا على ما اقترفنا من ذنوب خلال ال 11 شهر منذ رمضان الماضي. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام الماضي ، هيا بنا نصلح نيتنا لله عسى أن نفوز بالرضوان والقبول . وهنا وصايا غاليات للمسلمين والمسلمات : نقِّ قلبك ونظفه قبل دخول رمضان ، هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر ؟ تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال والضمير ، بينما غيرنا تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم . احرص أن تكون "مخموم" القلب «قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟، قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: "صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب"، قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"» . تُب إلى الله مما نظرت له عيانك بالحرام . تب إلى مما استمعت له أذناك . تب إلى الله مما امتدت له يداك ، وسارت إليه رجلاك . كثيرون للأسف هم من يقضون ويهدرون الساعات الطوال في اللهو والعبث ، ويضيعون فرصا عظيمة في شهر رمضان. فها هو الإمام مالك بن أنس الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ؟! ، وليعلم المسلم أن شهر رمضان لن ينتظره . فلنستعد لتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه ، ولنهيئ نفوسنا للصيام والتراويح وطول القراءة والركوع والسجود وطول الدعاء والاعتكاف . ولنستعد للمشروعات الخيرية في رمضان من إطعام المساكين والصدقة وإفطار الصائمين فعن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» . وانظر كيف كان نبينا صلى الله عليه وسلم في رمضان عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» . وعوّد لسانك أن يكون رطبا بذكر الله والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أعظمها من أجر عند الله . والله أسأل أن ينفعني وجميع القراء بهذه الكلمات وأن يجعلنا من الفائزين في الشهر الكريم . وللحديث البقية عن أحكام الصيام مدير تفتيش الدعوة