صدر عن "دار زهران للنشر" كتاب "العولمة من المركنتلية إلى الإمبريالية الجديدة" للكاتب والباحث عليان عليان -عضو رابطة الكتاب الأردنيين- ويتضمن الكتاب اثني عشر فصلاً بواقع 633 صفحة من القطع المتوسط. يتناول فيه بشكل مفصل - وفق صحيفة "الرأي" الأردنية - مفهوم العولمة وفق المدارس الفكرية المختلفة، والتسلسل التاريخي لتطور العولمة منذ القرن السادس عشر وحتى يومنا هذا ابتداءً بالمذهب المركنتلي مروراً بالفيزوقراط والنظرية الليبرالية الكلاسيكية وصولاً للمرحلة الامبريالية، ومن ثم الكينزية وانقلاب الليبراليين الجدد على الكينزية التي حلت أزمة الكساد الكبير(1929 – 1933) وصولاً للعولمة الراهنة التي هي من واقع خصائصها الاقتصادية والسياسية "امبريالية جديدة". عالج الكتاب ظاهرة العولمة بمنهج علمي مادي جدلي، استعرض مفاهيم العولمة مبيناً أن التيارات الفكرية "الماركسية والقومية والإسلامية المستنيرة" توافقت على "أن العولمة الراهنة مرحلة في تطور الرأسمالية، وامتداد جدلي بخصائصها للإمبريالية "، (الرأسمالية في مرحلة الاحتكار) التي تبلورت في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وإن اختلفت في مسائل مواجهتها والحد من أخطارها وطرح البدائل لها. تناول الكتاب أنواع العولمة وتجلياتها، وتوقف أمام "العولمة الثقافية" مبيناً أن العولمة الاقتصادية نجم عنها "إمبريالية ثقافية"، لم يخفها حتى كبار منظري الرأسمالية والنهج النيوليبرالي، بينما حاول بعض الليبراليين الجدد تسويقها بأنها ظاهرة حضارية ارتبطت بمفهوم القرية الكونية الصغيرة التي أشار إليها عالم الاتصال مارشال ماكلوهان. ويفند الكتاب الطرح حول الهوية العالمية من قبل الليبراليين الجدد وأنصارهم من زاوية "أنه يتجاهل الأساس الاقتصادي والطبقي لهذه الهوية المزعومة، وحقيقة أن العولمة ليست مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي، بل هي في جوهرها أيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم ونفي الآخر وإحلال للاختراق الثقافي محل الصراع الأيديولوجي". لقد برهن المؤلف، أن الامبريالية الجديدة في المرحلة الراهنة تحمل معظم خصائص الإمبريالية التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وأن الطابع الطفيلي للرأسمالية في عهد الامبريالية الجديدة لا يزال قائماً، وفق مقولة "أن تصدير رأس المال في ظل العولمة المالية يحول الدول الإمبريالية إلى دول ريعية، يتزايد فيها عدد الذين يعيشون على عوائد رؤوس الأموال الموظفة في الخارج ، كما برهن استنادا للوقائع الحسية والمادية أن اللجوء إلى القوة العسكرية الاستعمارية كان أمراً ملازماً لليبرالية الاقتصادية، وأنه كان ولا يزال أمراً ملازماً للنيوليبرالية والإمبريالية الجديدة".