قتل 10 أشخاص (مدنيين وعسكريين) إثر سقوط قذائف مصدرهما اليمن على منطقتي جازان ونجران، جنوبي السعودية، على الحدود مع اليمن، أمس واليوم، فيما تعد أكبر حصيلة ضحايا خلال 24 ساعة، منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن. ولم تحدد السلطات السعودية مصدر هذه القصف، لكن وسائل إعلام سعودية قالت إن ميلشيات تابعة لجماعة "أنصار الله" (معروفة ب"الحوثي) هي من تقف وراءه. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران (لم تذكر اسمه) بأنه "عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم الأربعاء (10:30 ت.غ) باشر الدفاع المدني بلاغاً عن تعرض إحدى دوريات سجون منطقة نجران بشارع الملك سلمان بمدينة نجران لمقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية؛ ما نتج عنه استشهاد قائدها العريف حيان سالم الوادعي، وإصابة مرافقه ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم". وبين أنه "اتضح عند الوصول إلى الموقع تعرضه لمقذوف عسكري آخر نتج عنه إصابة سيارة مدنية أثناء مرورها بالشارع ومقتل شخصين كانا فيها، إضافة إلى مقتل أحد المارة وعامل في محل لصيانة إطارات السيارات". وأشار الناطق الإعلامي إلى أن الحادث الأخير "أسفر أيضا عن إصابة 11 آخرين حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم"، دون أن توضح ما إذا كان كل القتلى والجرحى سعوديين أم بينهم جنسيات أخرى. وبين أن فرق الدفاع المدني باشرت مهامها في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وفي وقت سابق اليوم، أعلن الدفاع المدني بجازان أنه باشر الليلة الماضية (ليل الثلاثاء الأربعاء) حادثة سقوط مقذوف عسكري على منزل بقرية البحطيط، التابعة لمحافظة الحرث (تتبع منطقة جازان). وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، الرائد يحيى بن عبدالله القحطاني، أن غرفة العمليات تلقت في تمام الساعة "23:45" الليلة الماضية (20:45 ت.غ) بلاغاً عن تعرض مبنى سكني يخص عائلة سعودية بقرية البحطيط التابعة لمحافظة الحرث لمقذوف عسكري تسبب في وفاة رجل وزوجته وتعرض قريبة لهم تبلغ من العمر (17) عاماً لإصابات خطرة . وبين أن الحادث أسفر أيضا عن تعرض شخصين كانا موجودين بالموقع لحالة اختناق وإصابات بسيطة، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وبين أن لجنة الدفاع المدني عقدت الليلة الماضية اجتماعاً بمقر مديرية الدفاع المدني بمدينة جيزان لمتابعة الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على سلامة المواطنين، دون أن يكشف نتائج الاجتماع. وفي حادث آخر، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وقوع ثلاث وفيات نتيجة تعرض منطقة نجران لقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا عشوائية من الأراضي اليمنية، أمس الثلاثاء. ولم تحدد الوزارة ما إذا كانوا مدنيين أم عسكريين. وأمس، أعلنت إدارة تعليم نجران السعودية الحدودية مع اليمن، إيقاف العمل في جميع مدارس المنطقة، فيما أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن إيقاف جميع رحلاتها من وإلى نجران وحتى إشعار آخر، وذلك في أعقاب سقوط قذائف هاون على المناطق الحدودية بنجران استهدفت منازل ومستشفى ميداني في منطقة نجران. وبمقتل 5 (3 في نجران و2 في جازان)، أمس، ومقتل 5 اليوم (في نجران) تعد هذه أكبر حصيلة ضحايا من الجانب السعودي خلال 24 ساعة منذ بدء العمليات العسكرية في 26 مارس الماضي، حسب مراسل "وكالة الأناضول". ويوم 21 أبريل الماضي، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.