تداول نشطاء ومواقع صهيونية مقطع فيديو يدعو للهجرة المعاكسة والهروب من "إسرائيل" بعد الهزائم التي مني بها الكيان وآخرها حرب غزة وأسر و قتل فقدان جنود. وتعد دعوات الهروب من الكيان ليست جديدة ولكنها أصبحت الآن بشكل علني وواضح ارتقت إلى ظهور ما يشبه "تجمع ضاغط" داخل الكيان وخارجه. وكان استطلاع للرأي، أجري في إسرائيل مؤخراً كشف أن واحدا من بين كل ثلاثة شباب إسرائيليين يفضل ترك إسرائيل والعيش خارجها. وتراوحت أسباب الرغبة بالهجرة لدى ثلث المستطلعة آراؤهم بين غلاء المعيشة والأوضاع الأمنية واليأس من السياسيين. ويشير الاستطلاع الواسع الذي أجراه معهد "القدس" للصهيونية وكشف تفاصيله موقع "والا" الإخباري إلى أن 70% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 8.3 ملايين نسمة -80% منهم يهود- يفضلون الإقامة في إسرائيل بحال كانت كل الإمكانيات مفتوحة أمامهم، لكن 30% منهم يفضلون الهجرة والعيش بدولة أخرى بكل الأحوال. وأوضح الاستطلاع أن نسبة الإسرائيليين الراغبين بالهجرة ترتفع إلى 36% لدى الفئة العمرية 30-49 عاما، مقابل 18% لدى من تعدوا ال65 عاما. ويُذكر أن هناك نحو ثمانمائة ألف إسرائيلي يقيمون بالخارج، وتشهد السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا بهجرة الشباب خاصة إلى ألمانيا حيث يقيم في برلين وحدها ثمانون ألف إسرائيلي. ويبين الاستطلاع بعض أسباب هذه الظاهرة، حيث يبدى مجمل الإسرائيليين رضاهم عن الجيش لكن ثقتهم بالقضاء مهزوزة. أما ثقتهم بجهاز التعليم ووسائل الإعلام فهي متدنية، وتنحدر إلى متدنية جدا عند سؤالهم عن الحكومة. ومع ذلك، تقول أغلبية كبيرة من الإسرائيليين "82%" - بحسب الاستطلاع: "إنهم يفخرون بكونهم إسرائيليين، رغم كل ما نشرته وسائل الإعلام العبرية بالشهور الأخيرة عن "الإسرائيلي البشع" الذي يتصرف بهمجية وعدوانية داخل وخارج بلاده". وعن المستقبل، قال 52% فقط من الإسرائيليين عبر الاستطلاع: "إن دولتهم ستبقى قائمة بعد 67 عاما، بينما شكك البقية بذلك، ويرى 31% من الشباب "29-18 عاما" أنها لن تنجح بالبقاء. ويكشف الاستطلاع أن ثلث الحائزين على شهادة الدكتوراه بإسرائيل يندمجون بالبحث أو العمل في الجامعات، ويجد كثيرون منهم في الخارج مصادر عمل وبشروط أفضل. ويحذّر رئيس مجلس البحث والتطوير في إسرائيل البروفسور يتسحاق بن يسرائيل من تبعات هجرة الأدمغة على البحث العلمي الحيوي جدا لاقتصاد الدولة ومستقبلها. وكشف بن يسرائيل أن الكثير من الذين ينهون دراساتهم العليا بالخارج لا يعودون بعد إنهاء دراستهم بسبب توفر مصادر عمل لا يجدونها في إسرائيل، ودعا الحكومة لزيادة دعمها لمعاهد الدراسة العليا والبحث العلمي بغية وقف هجرة العقول.