أجرت إسرائيل اليوم الأربعاء اختبارا ناجحا لإطلاق صاروخ قادرعلى حمل رؤوس نووية ، الأمر الذي يثير التكهنات بشأن مسألة شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. وقال مسئول دفاعي إسرائيلي ، رفض الإفصاح عن هويته بسبب القيود الأمنية ، إن الجيش اختبر "نظام دفع صاروخي" خلال تدريب كان مقررا منذ وقت طويل ، ولكنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل.
وكان قادة إسرائيل قد حذروا من أن الضربة العسكرية قد تكون خيارا مطروحا ، إلا أن الجولة الأكثر كثافة في الخطاب الشعبي بشأن المسألة قد أثيرت نهاية الأسبوع الماضي عبر تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت ذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يفضلون شن هجوم.
وجاء في أعقاب ذلك تقريرآخر نشرته صحيفة "هآرتس" يفيد بأن نتنياهو يقوم حاليا بحشد أعضاء حكومته نحو شن هجوم، رغم تعقيد العملية وارتفاع احتمالات أن تؤدي إلى رد فعل انتقامي دموي من جانب إيران.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقارير مجهولة المصدر وغير المؤكدة والتي يشير بعض المعلقين انها ربما تكون تضليلا يهدف الى دفع القوى الأجنبية القلقة من اندلاع الحرب الى تشديد العقوبات على طهران.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان "هذا إنجاز تكنولوجي مثير للاعجاب وخطوة مهمة في التقدم الذي تحققه اسرائيل في ميداني الصواريخ والفضاء."
ويفترض أن إسرائيل تمتلك مثل هذه الأسلحة المعروفة باسم اريحا بالاضافة الى صواريخ شافيت لوضع اقمار صناعية في مدار، كما تقوم أيضا بمساعدة من الولاياتالمتحدة بتحديث درعها الجوي (أرو) الذي يستخدم صواريخ اعتراضية لاسقاط الصواريخ ذاتية الدفع فوق الغلاف الجوي.
وقلل دان ميريدور ، وزير الشؤون النووية المخابرات وعضو حكومة نتنياهو المصغرة التي تضم ثمانية أعضاء ، من الصلة بين هذا الاطلاق وبين نظرة إسرائيل لايران.
وقال لراديو الجيش "الأمران منفصلان."وانتقد ميريدور موجة من النقاشات الصحفية والتلفزيونية والتي اثارها تقرير في الصفحة الاولى ليديعوت احرونوت كبرى الصحف الاسرائيلية مبيعا ، بشأن احتمال قيام نتنياهو وباراك بالتخطيط سرا لمهاجمة ايران خلافا لمشورة قادتهم الأمنيين.
وندد ثلاثة أعضاء آخرين بالحكومة المصغرة ايضا بوسائل الاعلام الاسرائيلية يوم الأربعاء. ولم ينف أحد تلك التكهنات صراحة ، واتهم أحد الوزراء وهو بيني بيجن مسؤولين دفاعيين سابقين بتسريب معلومات سرية.
وقال نتنياهو في خطاب برلماني يوم الأربعاء "ستشكل إيران نووية تهديدا خطيرا للشرق الأوسط والعالم بأسره وبالطبع ستمثل تهديدا مباشرا وخطيرا لنا" في تكرار لتصريحات سبق ان أدلى بها.
ولم يوضح نتنياهو الاجراء الذي قد تتخذه اسرائيل. وكان قد قال ان جميع الخيارات مطروحة لمحاولة منع ايران من تصنيع أسلحة نووية.
ورأى رافيف دراكر المعلق السياسي بالقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي مكاسب دبلوماسية وداخلية تعود على نتنياهو من تركيز وسائل الاعلام على الخيار العسكري خاصة بعد تبادل غير متوازن للسجناء مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في 18 اكتوبر تشرين الاول.
وتأمل إسرائيل أن تساعد في تشديد العقوبات الدولية على الايرانيين مع قرب إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا يقول دبلوماسيون غربيون أنه سيشمل معلومات مخابرات بشأن الجوانب العسكرية في المشروع النووي الايراني.
وقال دراكر "هذه التكهنات تعمل بشكل جديد الى حد ما بالنسبة لنتنياهو حيث يمكن تصويره على انه حريص على التعامل مع ايران لكن الاخرين في المؤسسة (الاسرائيلية) 'يعيقونه'. "
وقصفت اسرائيل مفاعلا نوويا عراقيا عام 1981 وشنت غارة مماثلة ضد سوريا عام 2007 وهما سابقتان تعطيان ثقلا لتهديداتها المبطنة باتخاذ اجراء مماثل ضد ايران اذا فشل الضغط الخارجي في كبح برنامج التخصيب.
لكن الكثير من المحللين المستقلين يعتبرون أن المهمة اكبر من أن تضطلع بها اسرائيل وحدها.
وعلى الرغم من اشتهار اسرائيل بأنها صاحبة الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط الى جانب قوة جوية متفوقة تكنولوجيا فانها تفتقر الى قاذفات القنابل طويلة المدى التي تستطيع الحاق ضرر دائم بالمنشات النووية الايرانية المتباعدة والمتفرقة والحصينة.
وقال موشي يعالون وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي لراديو الجيش يوم الثلاثاء "الخيار العسكري (ضد ايران) ليس تهديدا اجوف لكن لا ينبغي لاسرائيل ان تقفز لتقوده . الامر برمته يجب ان تقوده الولاياتالمتحدة وكملاذ اخير.