الوصفات وخبرات الأجداد بديلا عن الطبيب في بلدتنا! "حبال الجحش" وسيلة اخترعتها أمي للإبقاء على حياتي! لو كنت راح افتش عن منصب ولا جاه واصاحب الحذر ده أنا ابقى مستحقش حلاوة الحياة ولأنه لم يفعل ذلك استحق أن يعيش أياماً حلوة، إنه الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي، الذي يتوقف "محيط" عند كتابه "أيامي الحلوة" لنعرض مقتطفات من طفولة وسيرة شاعرنا الكبير. يقول الأبنودي في مقدمة كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب: ما كنت أعتقد أن هذه المشاهدات ذات الدلالات الاجتماعية والفكرية والعاكسة لأحوال ومعتقدات وعادات الإنسان المصرى الفقير فى قرى الصعيد الجنوبية، تلك الموروثات المتداخلة الممتزجة القادمة من الفرعونية والقبطية والتى صبت فى مصر الإسلامية محتفظة بالقديم ليتخذ صورته على ضوء الدين واللغة الجديدين، لنحصل على شخصية بالغة التعقيد شديدة الغنى ، حضارية على الرغم من البساطة التى يتخذها المظهر الذى لا يشى ببعد الجذور وعمق الأغوار وهول مسافات المسيرة . ما كنت أعتقد أو أتنبأ بحجم الاستجابة الجماهيرية لتلك المشاهد، والارتباط الحميم بما كتبت، وذلك الانتظار الأسبوعى لملحق جريدة الأهرام المعنون "أيامنا الحلوة" الذى أنشر فيه صباح كل يوم جمعة هذه القطع المجتزأة من "أيامى الحلوة". يعتقد البعض أنها " سيرة ذاتية " وهى بالطبع ليست كذلك، فلقد عشت لا أؤمن ولا أصدق ما يسمى بالسيرة الذاتية ، لا أحب صراحتها الفجة ولا مواراتها الكاذبة ، لذلك لجأت لاقتطاع المشاهد الدالة من أيامى الماضية، والتى تعطى صورة عن حياتى التى لا تخصنى وحدى أكثر مما تحكى عنى شخصيا . فمن المعروف أنى لم أولد وفى فمى ملعقة من ذهب ، بل كنت يوميا أقرب للموت منى للحياة ، ومع أنى كنت ألامس ذلك الموت فى كل لحظة بسبب ضعفى الصحى الشديد وضيق ذات يد الواقع من حولى عن ضخ أسباب النمو والمواصلة فى بدنى الهزيل . إلا أننى عشت حياة لم يعشها الأصحاء . استمتعت بطفولتى على عكس كل أبناء المدن الذين يحملهم "الباص" صباحا إلى المدرسة، ويحملهم فى العودة إلى "شقق" أهاليهم. يرون الواقع من خلف زجاج الأتوبيسات ولا يتعاملون مع الحياة الحقيقية للبشر. كل صلتهم بالدنيا هذه النوادى أو شواطىء البحار صيفا، ومن الصعب حين يكبرون أن يتذكروا تفاصيل ثرية لحياة ثرية. أما نحن أبناء الطفولة الفقيرة العبقرية فإننا مدينون لفقرها بهذا الثراء الكبير الذى تمتلىء به أرواحنا وذاكراتنا ودفاتر الماضى والحاضر، ليوحى كل ذلك إذا ما تذكرناه بما يشبه النية فى كتابة سيرة ذاتية. لم أفكر يوما فى كتابة "سيرتى الذاتية" فلست نابليون أو هتلر أو بابلو نيرودا، فأنا لا أتعدى أن أكون مواطنا بسيطا عاش فقيرا فى قرية اسمها "أبنود" ثم انتقلت إلى مدينة "قنا" لأعيش فى كنف والدى بعد طول فراق لتختلف الحياة قليلا عما كانت، وما عدا ذلك هو رحلتى الخاصة . ولأنى خرجت من القرية وكأنى عصارتها ، فقد حملت تاريخها وباطنها ووجهها فى الضمير – دون قصد – وسرت فى الحياة، فإننى فى هذه المشاهد التى يحويها هذا الكتاب والتى سأحاول استكمالها فى جزء آخر، إنما أحاول القبض على جوهر الروح ولب الفكرة التى تحكم حياة الإنسان المصرى الأصلى الذى لم يفقد الصفات القديمة للإنسان النيلى بعد. في كتاب "أيامي الحلوة" تحدث عبدالرحمن الأبنودي عن ألوان نشاطه- وهو طفل- في قريته "أبنود".. راعيا للغنم وصائدا للسمك.. كما تحدث عن أغاني النساء. فاطمة قنديل والفرار من الزواج يحكي الأبنودي في كتابه عن أمه فاطمة قنديل التي فرت من زوجها وهي طفلة، يقول: " كلما قرأت مقالاتهن أو سمعتهن في التليفزيون، أو في تجمعات المرأة التي تسعى للتحرر. تذكرت "فاطنة قنديل أمي" واغتصابها "الشرعي" وهي طفلة ورفضها الذي بدأ بتسلق الجدار – يقصد جدار بيت أهلها التي عادت إليه في ليلة دخلتها – وكيف لاذت بالمرض وتحصنت بالموت رافضة للوضع الظالم والعلاقة غير المفهومة بين الرجل والمرأة، وأعرف في أعماق يقيني أنها كانت في طليعة المرأة المناضلة في مصر، بل ربما بأمّيتها وسذاجتها وفطرتها تتفوق عليهنّ!. تقول فاطمة: لم اعش حرة كثيراً. جاء والدك وكان طالبا في المعهد الديني ليطلب يدي. هكذا وُلدت! يروي الشاعر الكبير عن لحظة ولادته وكيف تحملت أمه مشقة الطريق من "قوص" لتلده في بلدتها "أبنود" وكان الطريق قاسياً، يقول الأبنودي كان الوالد معلم اللغة العربية قد عين في قرية "نقادة" في ذلك الوقت، والتي تقع غرب مدينة "قوص" علي شاطيء النهر. رافقت أمي زوجها معلم العربية والدين بمدرسة "الأقباط" بنقادة لفترة محدودة لأول سَفرة إلي خارج "أبنود"، ولأول مرة في ولاداتها العديدة تخطيء "فاطنة قنديل" في حساب مدة الحمل. ربما لأنها كانت بعيدة عن الحصيفة الحكيمة أمها "ست أبوها".. لذلك فقد فاجأتهما برغبتي الملحة في الخروج إلى الضوء ووضعتهما في مأزق من الصعب تفسير حرجه أو شرح جوانب قسوته على رجل الدين المعلم والمرأة القروية الخجولة في بلدة غريبة لن تكشف عن جسدها أمام عيون نسائه الغريبات حتي لو ماتت في مخاضها. ارتبك الرجل الشيخ وراحت شفاهه ترتعش محوقلة مبسملة وهو يكتب عذر الاجازة للمدرسة ويلملم أمواله، وهو يتهيأ معها للرحيل العاجل من "نقادة" إلى "أبنود" إذ لابد أن أولد في نفس المكان الذي ولد فيه جميع اخوتي في بيت "قنديل" و"ست أبوها" في قلب أبنود . كان يعتقد أنه من العار أن تلدني أمي في بلدة غريبة. يقول الأبنودي عن لحظة ولادته: وما أن خطت "فاطنة قنديل" ، لتعبر عتبة البيت حتى انزلقت منها وهي قدم خارج البيت وقدم داخله. فزغردت النسوة وهلل الرجال وانصرفوا متعجبين. هكذا جئت إلى الدنيا قدم داخل الدار مستعدة للعيش مئة سنة، وقدم أخرى على الطريق مستعدة للفرار من هذه الحياة قبل أن ينتبه أحد إلى ذلك. يقول كذلك عن مولده: "ولدتني أمي في الحسومات، والحسومات حسب التقويم القبطي الذي مازال أهلنا يتبعونه هناك جميعا، أيام تسعة، تأتي في وقت معين من السنة القبطية، من يولد فيها من النادر أن يعيش، إنسانا كان أو حيوانا، وإذا عاش فإنه يعيش مثلي معلولا مكلولا مملولا محلولاً"، ويقول: "كنت ضعيفا، نحيلا وعليلا مزمنا، ضئيل البدن، أصفر الوجه، لدرجة أن أمي كانت وأنا طفل لا أعي تربط ركبتي المنحلتين بأشرطة من القماش تمسك الساقين اللتين تشبهان أعواد البوص كي لا تنفرطا". ولكن من أين جاءت للأم هذه الخبرة.. يقول عبدالرحمن الأبنودي: "رأت أمي في أيام الحمل والوحم حمارة ولدت جحشا رفيعا عليلا.. رأت أمي الجحش الهزيل، ورأتهم يربطون ركبتيه بحبال كي تتماسكا، لذلك حين أنجبت ابنها السقيم فيما بعد ورأته غير قادر علي استعمال ركبتيه استوحت فكرة حبال الجحش، ونقلتها من ركبتي الحيوان إلي ركبتي الإنسان"، ويعترف عبدالرحمن الأبنودي بفضل أمه وحرصها علي علاج ابنها بكل ما تملك من خبرة وحب وإصرار: "كانت فاطنة قنديل أمي تفخر بأنها حققت بي أكبر معجزة في الدنيا وهي أنها أبقتني علي قيد الحياة، في قتال مرير وحرب ضروس ضد الطبيعة وقوانين الوجود وبخبرتها الطيبة النادرة ووعيها بتجارب السابقين.. هذه الأم التي تخوض النار حقيقة لا مجازا من أجل إنقاذ طفل لديها عشرة أفضل منه.. إنها الحياة". طقوس الحياة يقول الأبنودي: في أوائل الخمسينيات لم نكن قد رأينا الطبيب في قريتنا رأي العين وإنما كان طبيبنا هو ميراثنا الفلكلوري مما خلفه الأجداد للأحفاد من وصفات وخبرات ومواد مصنعة من بيئتنا، إلى جانب أوراق الأشجار وحجارة الأرض المعطاءة، قبل أن تبني لنا حكومة الثورة "الوحدة المجمعة" وتعين لنا طبيباً خاصاً بأهالي قريتنا "أبنود" بمحافظة قناجنوب مصر في صعيدها الأعلى. يحكي كيف فعل جيران والدته به حين أصابه الإسهال وهو طفل في السادسة من عمره، لوصل "مصرانه" الذي قطع كما يقولو فأصيب بالإسهال، يقول: أتين بملاءة سوداء فرشنها على الأرض، ثم حملنني كخيارة فقدت ماءها ووضعنني في الملاءة السوداء باطنها مظلم وأي ظلام. وقفن كل امرأة عن طرف..اثنتان من هنا واثنتان من هناك وصحن وهم يمرجحنني يميناً ويساراً كالمرجيحة بخفة أولاً ثم يبدأ العنف حين يسخن الدور ويطلطحنني في إنشاد رهيب: يا شافي يا عافي شيل الأذى من بطن واد فاطنة من عشية يا عالم بالقصد والنية خزق عين اللي قطعت مصرانه وغيرت لحيته وألوانه "واللحية كما يقول الأبنودي ليست الذقن وإنما هي الملامح". ويعلق قائلاً: هذا الطقس الذي أدين له بحياتي والمتسبب في هذه الكتابة التي تبعث تعاسة الماضي وحلاوة أيامه اختفى اليوم في باطن "برشامة" صماء ليس بها ملاءة سوداء ولا يامنة أو ست أبوها، لا فاطنة قنديل ولا سكينة. لم يعد العصر الحديث يؤمن بقطع المصران، وإنما أطلق عليه بسطحية شديدة اسم "الإسهال"!. الأغاني..وثائق قرية يقول عبدالرحمن الأبنودي: "غناء القرية وجه مكتمل الملامح لكل أشكال الحياة فيها، لكل أنواع التداخلات المتشابكة التي تشكل أسباب استمرارها من علاقات اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية أو روحية. القرية بكاملها موجودة ومتجسده في غنائها"، يردده الرجال والنساء والأطفال.. أولاد وبنات: "إن غناءهم نوع خاص جدا من الوثائق الأمينة.. سطروها هم أنشأوها بإرادتهم الكاملة واختيارهم الحر في غفلة عن القوانين التي حاصرتهم بها الأيام أو حاصروا هم أنفسهم بها إنها ثورة الإنسان المغني على نفس الإنسان حين لا يغني.. ثورة على النفس وعلى الآخرين". يتابع: "بني فلاحنا المعاصر أبنيته الفنية من الموال إلى أغنيات العمل إلي أهازيج الأعراس و"عديد" النائحات إلي أذكار الرجال ومساجلاتهم الشعرية إلي الملاحم وغناء الأطفال أولاد وبنات. لقد قسم هذه الأبنية الفنية بالعدل والقسطاس بين تسجيل الحياة بتفاصيلها وتخيل ما بعد الموت، لتصبح الأغنية سجله ومؤنسه". يقول الأبنودي: كنت طفلا وأقل من طفل في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين سمعت من (عمتي يامنة) رحمها الله أغنية أتعجب كيف احتفظت ببعض كلماتها في الذاكرة حتي الآن. أظن أن ما بعثها في داخلي وصورها للعقل هي الظروف "التموينية" القاسية التي أطبقت علىصدور الفقراء وهبطت بآمالهم للحضيض. يواصل: لا أعرف أن فكرة البطاقات التموينية في مصر كانت بدايتها أحوال الحرب العالمية الثانية. المهم سمعت (يامنة) وهي تغني: والله وغليت يادره وحطوك في البتارين رحت ل(جبارة) بيتأمر عاوز بطاقة من البندر أنا رحت للقاضي قاللي مش فاضي طنجر العمة وأداني قلمين!! هكذا كانت الأحوال، لأول مرة يطالبها الموزع الكبير للتموين "جبارة" ببطاقة تستخرجها من قسم البوليس، وهذا يستدعي سفرا للبندر، وهم يطلقون كلمة البندر علي قسم البوليس وحين وجدت العسر ذهبت تشكو للقاضي فأهانها! راعي الغنم وصياد السمك عن حياته طفلا- راعيا للغنم- يحدثنا عبدالرحمن الأبنودي في بساطة: "في المرعي عرفت لعب الطفولة الشاق المهلك الذي تتخرج منه رجلا بعد سويعات.. في المرعي ارتبطت بالطبيعة ارتباطا وثيقا لا فكاك منه، لتدخل مفردات مكوناتها وما وهبته للإنسان في عمق تلافيف معارفي وضميري السري، لم تعد هناك نباتة علي وجه الأرض لم أعرفها"، ويواصل: "الوعي إجباري، لأن عدم الوعي بما علي ظهر الأرض من نبات- على سبيل المثال- قد يؤدي إلى كارثة". ويختتم كلماته عن مهنة الرعي فيقول: "إنها المدرسة الأولي- أو قبل الأولي- التي يتعلم فيها الراعي الصغير "الحبو" على درب الصعود نحو المغني الذي سيكونه بعد سنوات قلائل خلفا لسواقي وتحت الشواديف وفوق كراسي النورج، أو نحو الشاعر الذي سوف يكونه بعد أعوام وأعوام". كذلك يقص علينا تفاصيل صيده للسمك فيقول:، زمان: "مع الفيضان كان الخير يأتينا محملا بأسماك الجنوب.. ويجب أن تعرف أنه لم يكن هناك "سد عالي" أو "بحيرة ناصر" لذا فالأسماك تأتي من الجنوب مباشرة من أفريقيا. كنا لا نحس لهيب الشمس.. نحن أبناء الشمس والنيل". ويكمل قائلاً: "كان النهر يغص بعشرات الأنواع من السمك. لكل منها سلوك وطريقة في الغمز.. بعضها غبي وبعضها ذكي كالقرموط.. إن أجمل محاورة شقية متعبة هي معركة الذكاء بينك وبين الكائن العبقري المسمي "القرموط". ويحدثنا عن سمك القرقار فيقول: "هو السمكة الوحيدة التي تبكي وتستنجد حين تخرجها السنارة كل الأسماك تقاوم أو تستسلم لمصيرها صامتة.. القرقار هو الوحيد الذي يملك صوتا..". ذكريات رمضان يتحدث الأبنودي عن عم الشيخ رفاعى، مؤذّن القرية، وحامل القرآن وقارئه، ويصفه بأنه رجل شديد الطيبة، ودمث الخلق، ويتمتع بنوع من الغياب -كما يكتب- عن حياتنا الواقعية كأن به مسًّا صوفيًّا، أو كأنه موجود وليس موجودًا فى حياتنا، وكان إذا قرأ يهمس، ولذلك تقول جدّته "ست أبوها" بأنه ينونو، وذلك على سبيل التفكّه أو السخرية. المهم أن الشيخ رفاعى كان هو المكلَّف برفع آذان المغرب فى شهر رمضان، وكان هو المصدر الوحيد بالإيذان بموعد الإفطار والصلاة معًا، لندرة الراديوهات وانعدام التليفزيونات، ولأن صوت الشيخ كان خفيضًا، فكان الأطفال الذين يقفون بجوار المسجد، ويراقبون صعود الشيخ رفاعى إلى سطحه الواطى، ولا يعرفون بميعاد الإفطار والصلاة إلا عندما يرفع الشيخ رفاعى يديه ويضعهما على أذنيه، فلا جدوى من سماع صوته، وبعدها ينطلق الأطفال فى دروب القرية ليقوموا بمهمة إبلاغ الناس جميعًا بميعاد الإفطار، منشدين أغنية: "افطر يا صايم.. ع الكعك العايم"، والمقصود بالعايم أن الكعك يكون عائمًا فى السمنة البلدى، وتسرى الأغنية -كما يكتب- كالسحر فى صدور الصائمين فيفرحون ويفطرون بالهناء والشفاء. ومن الطرائف التى يسردها الأبنودى أنه يتغنّى بالقُلل الفخار القناوية التى غنّى لها الشيخ سيد درويش، وهى التى تنقذ أهل قنا من الحر المميت، ولكن الأطفال لم تكفهم هذه القلل، ولكنهم كوّنوا فريقًا لمكافحة العطش فى هذه البلاد الحارة، وكان الهدف هو إذا فاجأ الإفطار أحدًا فى الشارع، فيجب أن يجد قُلة باردة فى انتظاره، والثواب عند الله كبير، ولا يجد الأبنودى غضاضة فى أن هؤلاء الأطفال وهو منهم، كانوا يذهبون لسرقة الأوانى الفخارية هذه، تحت شعار أنها غوث للمسلمين وإنقاذ الصائمين، والله سوف يتغاضى عن هذه السرقات البريئة المبررة من أجل الهدف "الإسلامى العظيم"، وهذا لأنهم -كما يكتب- فقراء وغير قادرين على توفير هذه الأوانى بأموالهم القليلة!.