قال "جيمس ماركس" المحلل العسكري الأمريكي على خلفية التوصل لاتفاق بشأن النووي الإيراني أن سعي الولاياتالمتحدة لوضع رقابة على كافة "المواقع العسكرية" الإيرانية يعد أمراً هاماً مؤكدا إنه بناءا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر" فإن كلمة "موقع عسكري" قد تعني أي مكان لأية منشآت عسكرية ولا يشترط أن تكون نووية حيث أنه من الممكن إنتاج قنبلة نووية ونقلها إلى مكان أخر من أجل إطلاقها في وقت لاحق مما يوسع النطاق على أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تتمتع برقابة على كافة المناطق العسكرية التي قد تقوم فيها إيران بإنتاج تلك القنبلة النووية من أجل منع ذلك الأمر من الحدوث. وأضاف "ماركس" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "eren burnett out front" على قناة "CNN International" الأمريكية في حلقة الأمس أن االترتيبات السلمية والمفاوضات هي الحل الأمثل والأقرب لإنهاء الأزمة الأمريكيةالإيرانية الممتدة طوال العقود الثلاث الماضية كما أن ذلك الاتفاق في حال تمريره في الكونجرس فإنه سوف يمنح المجتمع الدولي فترة تتراوح ما بين 15 إلى 20 عام من الرقابة المرنة على المنشآت النووية الإيرانية والتأكد من عدم خرقهم لأي من بنود الاتفاق لتطوير قنبلة نووية كما الولاياتالمتحدة في ظل وجود قنبلة "باستر بانكر" القادرة على ضرب أهداف في عمق كبير تحت الأرض سوف يمثل عنصر قوة للولايات المتحدة في ضرب المفاعلات والمنشآت النووية الإيرانية. وفيما يتعلق بتطوير الولاياتالمتحدة لسلاح قادر على ضرب أهداف في عمق كبير تحت الأرض قال وزير الدفاع الأمريكي "اشتون كارتر" أن أن هذا السلاح صمم خصيصاً لضرب أهداف تحت عمق 300 قدم تحت الأرض ويدعى "الذخيرة الاختراق" وأضاف بأن الولاياتالمتحدة مستمرة في تطوير هذا السلاح. كما أوضح بإن الولاياتالمتحدة لديها القدرة حالياً على تدمير البرنامج النووي الإيراني والقضاء عليه تماماً وهو الأمر الذي يعلمه الإيرانيين ويتفهمونه جيداً كما يتفهمه الجميع في المنطقة كذلك إلا أنه قبل اتخاذ خطوة مماثلة فإنه ينبغي التفكير جيداً في الخطوة التالية كما أن الرئيس الأمريكي قد أوضح من قبل بأنه حتي في حال تدمير البرنامج النووي الإيراني نهائياً فإنه يمكنهم أن يعيدوا بناءه مجدداً وحينها سيكونوا قد تخلصوا تماماً من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وأضاف "كارتر" فيما يتعلق برأيه في السابق بشأن الرد الأمريكي تجاه البرنامج النووي لكوريا الشمالية مؤكدا إنه كان هنالك محاولة للدخول في مفاوضات مع كوريا بشأن برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية إلا أنها لم تسفر عن أي شيء لذا فإنه كان من الطبيعي أن يكون هنالك خيار عسكري وهو الأمر الطبيعي في حال الرغبة في الدفاع عن الولاياتالمتحدة ضد أي أسلحة دمار شامل وهو ما أشار إليه حينها في مقال له في واشنطن بوست وهو الأمر الذي ينطبق حالياً على المفاوضات مع إيران إلا أن الولاياتالمتحدة تفضل أن ينتهي الصراع من خلال التفاوض والحلول السلمية إلا أنه ينبغي أن تقوم الولاياتالمتحدة بضمان أمنها وسلامتها. وعن إرهاب "داعش" وصف وزير الدفاع الأمريكي تنظيم "داعش" بالمنظمة المتطرفة التي تتبع الأساليب الوحشية والهمجية في ترهيب المدنيين وتستخدمها من ناحية أخرى كعنصر لجذب المقاتلين في صفها وللأسف فقد تمكن التنظيم من اجتذاب الكثيرين من أصحاب النفوس الضعيفة من جميع انحاء العالم الذين يسافرون مسافات كبيرة من اجل الانضمام لذلك التنظيم الارهابي إلا أنه مع ذلك فإنه قد عبر عن ثقته بأن ذلك التنظيم الإرهابي سوف يتم هزيمته والتخلص منه نهائياً. واستكمل "كارتر" حديثه موضحا بأن الرئيس أوباما متفتح للغاية ويتقبل النصائح المقنعة بنحو ملائم لذا فإنه في حال الوصول إلى موقف نهائي يتحتم معه إنزال جنود أمريكيين على الأرض في العراق أو سوريا من أجل هزيمة تنظيم "داعش" وتم نصحه بذلك فإنه سوف يتقبل الأمر ويأمر باتخاذ تلك الخطوة إلا أن الوضع حاليا لم يصل إلى تلك الدرجة فالأمر ليس فقد هزيمتهم بل أن يتم العمل على التأكد من عدم عودتهم مرة أخرى والسبيل من أجل تحقيق ذلك هو الإبقاء على رغبة المواطنين في تلك المنطقة في الحصول على الاستقرار والسلام ومن هنا يأتي السبب في دعم الولاياتالمتحدة لأن تكون القوات على الأرض هي قوات أخرى من المنطقة أو قوات تحالف وليس قوات أمريكية "على حد قوله." وفيما يتعلق بما يمثله "تنظيم القاعدة" من خطر على الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي فقد أشار إلى أن تنظيم القاعدة قد عانى على مدار عقد كامل من ضربات الولاياتالمتحدة له لذا فإن التنظيم قد تراجع كثيراً من حيث الخطورة ومن حيث طموحاته إلا أنه مع ذلك لا يزال يمثل خطراً من خلال توجيهه ضربات للولايات المتحدة من خلال فروعه الموجودة بالمنطقة وخاصة من خلال تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الموجود باليمن لذا فقد رأى بأنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تستمر في اتخاذ حذرها من تنظيم القاعدة. كما ألمح إلى أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يتمتع حالياً بفرصة كبيرة في استغلال الأزمة الحالية في اليمن لصالحه وهو الامر الذي لم يكن موجوداً حينما كانت الحكومة اليمنية موجودة حيث أن فرصتهم كبيرة حالياً في ظل وجود اليمن على شفا الوقوع في حرب أهلية وهي البيئة المثلي لنمو واكتساب الجماعات الارهابية المزيد من القوة. وختم وزير الدفاع الأمريكي "اشتون كارتر" حواره مؤكدا أن تنظيم "داعش" يتعرض لضغوط كبيرة حالياً في كلاً من سورياوالعراق وهو الامر الذي سوف تحرص الولاياتالمتحدة على أن تبقي عليه وذلك لإبقاء التنظيم منشغلاً بشكل أكبر بالحرص على البقاء والقضاء على تطلعاتهم وطموحاتهم في التوسع خارج المنطقة حيث أن داعش كانت قد تحدثت في الفترة السابقة عن تنظيم هجمات ضد الغرب وأوروبا من أجل تجنيد المزيد من الأشخاص من الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة وهو ما يمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي للولايات المتحدة.