في غياب قوات الأمن، تفرض مجموعات مسلحة، تتجول في بعض الأحيان على متن دبابات هجومية، سلطتها في عدن، ثاني مدن جنوب اليمن الغارقة في حالة من الفوضى الكاملة، ويسمع فيها إطلاق النار ودوي الانفجارات. وقد هزت المدينة، بعد ظهر أمس السبت، انفجارات قوية، مصدرها مستودع كبير للأسلحة، يقع في جبل حديد، غير البعيد عن مرفأ عدن. وقال شهود عيان، إن هذا المستودع، الذي يتعرض للنهب منذ الجمعة الماضية، شهد مواجهات قبل الانفجارات. وفي كل المنطقة، تحطم زجاج وتضررت منازل، بينما ارتفعت أعمدة من الدخان. ويمتلك الجيش اليمني مخزن الأسلحة هذا، لكن الجنود هربوا منه، بعدما غرقت عدن في الفوضى، على إثر الرحيل السريع للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يهدده المتمردون الحوثيون، وحلفاؤهم العسكريون الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذين يتقدمون باتجاه المدينة. وقال مدير مكتب الصحة الخضر الأصور: "انتشلنا حتى الآن 14 جثة متفحمة، وهناك جثث أخرى في الداخل، على حد علمنا"، وكانت الحصيلة السابقة تتحدث عن مقتل تسعة أشخاص. وقد اتهم لصوص ينهبون الموقع الحوثيين وحلفاءهم الموجودين في المدينة بالوقوف وراء التفجيرات. وقال أحدهم: إن "الحوثيين ورجال صالح هم الذين فجروا المخزن"، وأضاف: "أنهم لا يريدون أن نضع يدنا على هذه الأسلحة". وأكد أحد نواب حاكم عدن نايف البكري الفرضية نفسها، وقال: إن "وصول الحوثيين إلى اليمن سبب الفوضى، أنهم يريدون السيطرة على المدينة بالقوة". وذكر مراسل لوكالة "فرانس برس"، أن سكان عدن يلازمون بيوتهم في المدينة، حيث بلغت حصيلة المواجهات بين المجموعات المتحاربة، والانفجارات، 75 قتيلا على الأقل. وقد أغلقت المحال التجارية في معظم الأحياء، بينما تسيطر فصائل متناحرة على محاور الطرق الرئيسية.