ربما يكون وقع سؤال عن آمال من القادة العرب قبل قمتهم اليوم، ليس مألوفا على مسامع المواطن العربي، الذي يتخذ موقفا أغلبه غير عابئ ومتشائم، جراء "الخلافات"، وإن كان هناك بصيص من أمل يتبقى في نفوس البعض. ولم تكن ردود مواطنين من 8 دول عربية، استطلعت آرائهم وكالة الأناضول، على السؤال متباينة، لكنها كانت تحمل روحا واحدة، ورسالة واحدة، تعكس تشاؤما من فعل عربي لصالح شركاء اللغة والمصير، في حين عبر آخرين، أكثرهم في غزة، عن تفاؤل باتخاذ القمة قرارات تخفف آمال المواطن العربي. وفيما يلي آراء المواطنين في مصر وفلسطينوالأردنوتونس والسودان والكويت. مصر محمد عبده، مواطن مصري ويعمل في محطة وقود، استنكر سؤاله بشأن آماله حول القمة العربية المقبلة، قائلاً بشكل ساخر، "أي أحلام تلك؟ وأي طموح؟ ما الذي سيعود علي أنا من القمة؟ الأحلام والطموحات من حق الملوك والأمراء، ولن يحل اجتماعهم شيء للمواطنين". ورداً على سؤال بشأن توقعاته للقمة وما إذا كانت ستكون سبباً في إنهاء الأزمة اليمنية، علق عبده الذي يبلغ من العمر 32 عاما: "من قال إن التدخل العسكري يحمل الأزمة هناك، العراق مازال ينزف حتى الآن وليبيا أيضا، وإن أردت أن أحلم فلن أحلم سوى بأن تتركنا إيران وأمريكا إلى حال سبيلنا". أما أحمد محمد (23 عاما)، حاصل على شهادة جامعية في التجارة ويعمل سائقاً، فقال لوكالة الأناضول: "لا أنتظر شيء من القمة في الوقت الحالي، لأنه بحسب ما سمعت من الراديو (المذياع) فإن اليمن أولى بكل دقيقة يفكر بها الرؤساء، فالأولوية لليمن وبعد ذلك القضاء على الإرهاب في بلدنا مصر". وتابع أحمد، الذي بدى متفائلاً: "أي قضايا بعد ذلك ستحل، لكن كنت أتمنى أن تكون مصر مثل الخليج، في الماضي كان العالم كله والخليج يتعلمون منا، لكن الآن نحن نتعلم منهم". مسعد صبري (36 عاما)، وهو مدير موارد بشرية في مؤسسة خاصة، قال للأناضول: "لم أعد أنتظر شيئاً من العرب، لقد فقدت الأمل فيهم، وفي تحركاتهم لأن المصالح وحدها هي الدفاع وراء تحركاتهم". وأضاف صبري بلهجة غاضبة: "حالنا سيئاً كشعوب بغض النظر عن قادة الدول، لو تأملنا في تحركات الدول العربية لوجدنا أن الجميع يلهث وراء أطماعه ولا وجود لشعارات العروبة والقومية". غزة، فلسطين الفلسطيني محمود الوحيدي (40 عاما) وهو طبيب جراح قال لوكالة الأناضول": "إننا في غزة نتمنى من القمة العربية أن تصدر قرارات حقيقية تتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة وفتح معبر رفح على الحدود مع مصر". وأعرب الوحيدي عن تفاؤله بأن "تصدر قرارات إيجابية" من القمة العربية تصب في صالح القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة. أما الشاب الفلسطيني سليمان الزعنون (35 عاما) فتمنى من القادة العرب "الضغط على الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية"، معربا عن أمله في أن "ينجح القادة العرب في القمة بإصدار قرارات حاسمة بشأن الانقسام الفلسطيني". كما تمنى الزعنون، وهو محاسب، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن "تصدر القمة العربية قرارات تدعم الفلسطينيين سياسيا وماديا، خاصة فيما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة، وإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أعوام". من جانبه، استبعد المسن خالد أبو حصيرة (67 عاما) أن "تصدر القمة العربية قرارات تساهم بإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة". وقال أبو حصيرة لوكالة الأناضول إن "جميع القمم العربية السابقة لم تنجح في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبعة أعوام، أو تقديم دعم سياسي حقيقي للشعب الفلسطيني أو حتى فتح معبر رفح الذي تشرف عليه مصر". الشابة الفلسطينية حنين مصطفى (22 عاما) أيدت رأي سابقها، ووصفت القرارات التي أصدرتها القمم العربية السابقة بشأن غزةوفلسطين بأنها "مجرد حبر على ورق". وقالت مصطفى، وهي طالبة جامعية، لوكالة الأناضول، "هناك بعض الدول العربية تريد توجيه دعم حقيقي للفلسطينيين في غزة ولكن المنظومة الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة تقف عقبة أمام تحقيق هذا الأمر، لذلك تفشل أي قرارات عربية تتعلق برفع الحصار عن قطاع غزة". الضفة بهاء نصر (30 عاما)، وهو مصور صحفي برام الله، قال لوكالة الأناضول: "أي قمة منذ 1945، لم تتخذ أي قرار مهم يخص الأمة العربية.. لم ولن ينجزوا أي شيء لمصلحة الوطن والمواطن العربيين". عصام طلعت "42عاما"، وهو محاسب بشركة خاصة، قال لوكالة الأناضول: "سنسمع خطابات ووعود، لن تغير من الواقع بشيء، بل ستزيد من الانقسام انقساما". وأضاف: "في كل قمة كنا نعقد آمالا، لكننا كنا دوما نصاب بالخيبة". وقال سلامه منصور، وهو موظف حكومي في العقد الثالث من العمر: "آمل أن يكون هناك وحدة عربية من أجل حل قضايا عديدة، كسورياوالعراق وليبيا". واستطرد بقوله: "لغة المصالح هي التي تتحرك، لا مصلحة للعرب بإنهاء الصراع في سوريا أو ليبيا بقدر ما هي مصلحتهم باليمن". سديل عبد الكريم (39 عاما)، وهي موظفة حكومية، قالت لوكالة الأناضول: "باختصار أقول لهم لا تعقدون اجتماعات وقمم، فهي لن تسمن ولا تغني من جوع، منذ أن عهدناكم والحال من سوء إلى أسوء". تونس عز الدين السويسي، ناشط حقوقي يبلغ من العمر 30 عاما، قال لوكالة الأناضول: "بالنسبة للقمة العربية لن يكون لها نتيجة.. نلاحظ أن السعودية تدفع دائما لإشعال المنطقة، ونخشى أن يحصل في اليمن مثلما وقع في دول عربية أخرى". فاروق النايلي، وهو طالب لم يتعد عمره 17 عاما، قال: "لا نتوقع موقفا جديدا ومخالفا لما خرجت به القمم السابقة.. من المفترض أن لا تتدخل الدول العربية في الشؤون الداخلية لليمن فهي دولة ذات سيادة". فيما قال محمد حارزي، وهو موظف يبلغ من العمر 38 عاما: "لا نهتم بالقمة العربية، فاهتمام التونسيين منصب على أوضاعهم الداخلية.. لدينا مشاكل أمنية واقتصادية صعبة في البلاد، ومع ذلك نأمل في تحسن الأوضاع العربية". حسن الدريري (66 عاما)، وهو مهندس قال بدوره: "لست متفائلا بنتائج القمة العربية، فالعرب اتفقوا أن لا يتفقوا، لذلك لا نهتم كثيرا في تونس بمثل هذه القمم". وقالت عايدة شافي، (ربة منزل في العقد الخامس): "آمل في أن تتوحد الدول العربية لمعالجة عدة قضايا كبيرة تشغل الرأي العام العربي كملف الإرهاب". المغرب الصحفية المغربية كبيرة بنجبور، قالت "اعتماد قرار ينص على تشكيل قوة عربية مشتركة تضطلع بالتدخل السريع في المنطقة خلال القمة العربية مبادرة جيدة، والظروف الراهنة هي التي حتمت ذلك، وتجاهل تهديدات داعش الأخيرة، هز أركان تونس وأودى بحياة الكثيرين". وتابعت بنجبور: "المغرب هو الآخر مستهدف ومشاركته ستكون من باب الردع والتصدي، ومع ذلك لا يجب إغفال التعزيزات العسكرية داخل الوطن". ليلى وفاء، مديرة شركة، قالت "مقولة اتفق العرب على ألا يتفقوا، تنطبق على القمة العربية الحالية والقمم التي سبقتها". عبد السلام أوطالب (طالب جامعي): قال "أتمنى ألا يتفق العرب نهائيا على مواجهة أية دولة عربية". في حين قال عزيز لمين (مدرس): "أنا مع اعتماد قرار تشكيل قوة عسكرية عربية، خاصة في ظل ما يقوم به الحوثيون من مساس وتهديد للحرم الشريف، ومن محاولات لتدنيسه". السودان محمد عبد الرحمن، مهندس في العقد الخامس قال: "ليس لدي آمال في القمة، لأنني أعرف مسبقا أنها لن تنتهي إلى قرار حاسم بشأن قضية العرب المركزية في فلسطين، وأعرف مسبقا أن كثيرا من الزعماء لن يشاركوا فيها بسبب الانقسامات العربية". فيما قال محمد بابكر (32 عاما) ويعمل موظفا في شركة خاصة: "المؤكد أن الأوضاع في اليمن ستسيطر على القمة، وآمل أن يتخذوا قرارا حكيما يبعد المنطقة عن شبح الحرب الطائفية بين السنة والشيعة ،لأنه لا جدوى من هذا الصراع الذي يشغلنا عن عدونا الرئيسي إسرائيل". آمنة عبد الوهاب (24 عاما) قالت إنها "غير مهتمة بالقمة" وشاركها الموقف، أحمد مدثر، الذي يدير متجرا للأوني المنزلية وسط الخرطوم. بينما قال زهير عبد الرحمن، "ليس هناك شخص عاقل يعول على القمة العربية، لكن كلنا مضطرون لمتابعتها". الكويت قال حماد العجمي، وهو سكرتير تحرير أخبار في تلفزيون الوطن الكويتي: "القمة يتصدرها عدة ملفات، أبرزها ما يحدث في الساحة اليمنية من أحداث والتدخل العسكري الجاري حاليا". وأضاف "أتمنى أن تكون هناك مشاريع دعم للمواطن وللأسر العربية، من خلال خلق فرص توظيف وخلق مشاريع استثمارية للتقليل من حجم البطالة". فيما قال أحمد المطيري: "أتوقع أنه من الصعب أن تحل القمة جميع المشاكل، لكن أتمنى أن يكون هناك توافق عربي وخليجي، لحل جميع المشاكل وخاصة مشكلة اليمن، وأن تكون الحلول سلمية بعدة عن العمل العسكري". الأردن المحامي راغب شريم (28 عاما) قال إن "أمام مشهد الدمار والانقسام الذي يعصف بالمنطقة في العراقوسوريا واليمن، فإن المطلوب من قادة الدول العربية العمل على تحقيق رؤية مشتركة تشمل مختلف مناحي الحياة للمواطن العربي". حمزة الحسبان، محاسب في إحدى الشركات الخاصة (24 عاماً) قال بدوره إن "نأمل من قادة الأمة العربية، أن يوثقوا علاقات الدول العربية اقتصادياً وأن يتم العمل على وضع خطة عربية لسداد مديونية الدول العربية، حتى تصبح قرارتها مستقلة وغير مرتهنة بيد المدين الأجنبي". ميسون محمد، معلمة بالقطاع الحكومي، (39 عام): "نطالب قادة وزعماء الدول العربية بتحديد الأولويات الوطنية والاستراتيجية التي تحمل الصفة العاجلة لشعوبهم، فعلى المستوى الداخلي تبدو مسائل الأمن والاقتصاد أولوية قصوى، وعلى المستوى الإقليمي تبدو مسألة الحرب على الإرهاب". عمان محمود عواد (22 عاما)، بائع خضروات بأحد الأسواق الشعبية في العاصمة قال: "ما بدنا (لا نريد) منهم شيء غير أن نعيش بكرامة وعدالة.. المصاري (النقود) هي مشكلتنا، الأسعار في ارتفاع والناس تشكي والشباب تائه". الصومال محمد على محمد (طالب بجامعة مقديشو)، قال: إنه لا يعول كثيرا على القمة، مضيفا "سنرى ما سيقدم العرب لليمن الشقيق". أما شافعي أبتدون (كاتب وصحفي) فقال: إن "القمة ستركز في أعمالها على الأوضاع في اليمن، وحشد الطاقات لمواجهة التآمر الحوثي في اليمن، والصومال لن تستفيد كثيرا منها، لكن أتمنى ألا يضيعوا اليمن السعيد كما ضيعت العرب الصومال من قبل". منى أبوبكر (مدرسة) قالت "أتمنى أن ينتبه العرب لخطورة الوضع العربي الذي يزداد سواء يوما بعد آخر، وبحكم مجاورة الصومال لليمن ففي القمة فرصة للصومال، وآمل ألا يخيب قادة العرب هذه المرة آمال شعوبهم". عبدي حسن (34 عاما) قال إن "القمة قد تكون مثمرة بفضل القيادة السعودية الحالية، التي بدأت تستشعر مسؤوليتها تجاه العرب والمسلمين، والتحالف الذي تقوده السعودية خير دليل على يقظة العرب وتغير الموقف السعودي تجاه كثير من قضايا الأمة". عبد القادر حسن، تمنى أن تكون القمة هذا العام مختلفة عن القمم السابقة فيما يخص القضية الصومالية، وأن يكون القادة العرب جادين في دعم الصومال. العراق حمدي عبد الجبار (طبيب) قال، إن "لا أعتقد أن اجتماع جامعة الدول العربية سيخرج بتوصيات يمكن تطبيقها على المدى القريب على أرض الواقع، خاصة وأن رؤى الدول العربية للقضايا الراهنة متباينة، وهذا التباين لن يمكن القادة من الاتفاق على أبسط القضايا". نوزت صادق (موظف) قال "لا شيء يتحقق على الاطلاق من اجتماع جامعة الدول العربية، سابقا كانت قضية فسلطين وحدها ولم يتوافقوا العرب في اجتماعاتهم بشأنها، واليوم هناك عشرات القضايا ذات الابعاد الطائفية، استبعد أي اتفاق على أي قضية حتى القضية العراقية". محمد ابراهيم "قادة القمة العربية مطالبون باتخاذ قرار واقعي وواضح بدعم العراق لتحرير مدنه ضمن تحالف عربي، كالتحالف المشكل حاليا لاستعادة الوضع القانوني في اليمن" حسين الأسدي، قال إن "تاريخ نتائج القمم العربية السابقة لم تقود الى أي تغييرات في الواقع العربي، نحن نرى بأن وضع العراق لم يعد يهم الجانب العربي، العرب مطالبون بمواقف واقعية تخدم الشعوب". أحمد السعيدي (موظف) قال إن "اتساع المشاكل في العالم العربي يفرض على الجامعة العربية تشكيل لجنة تضم قادة العرب، على أن تكون دائمة الانعقاد لوضع حلول عربية للقضايا التي تهدد عدد من البلدان".